يحتفظ كل منا بأجمل الذكريات لفترات الدراسة بدء من الابتدائية وانتهاء بالجامعة فيتذكر مع أصدقاء الدراسة أفضل الأحداث المضحكة وتأنيب الأساتذة واقتسام الطعام والمذاكرة ومقالب الزملاء مع بعضهم وكلما تقدم بنا العمر وازدادت مصاعب الحياة ازداد تمسكنا بأحلام الطفولة والمراهقة وأول حب وأجمل صدفة وأسوأ كوابيس الاختبارات ورغبتنا ونحن طلبة في التخرج سريعًا حتى نتخلص من عبوس اساتذة الجامعة، وتسليم المشاريع وفور تخرجنا نندم جميعا على لحظات الدراسة بكل مشاكلها التى لا تقارن بما واجهناه من معترك الحياة بعد التخرج وعندها يزداد الحنين للضحكة الصافية والقلب الخالى من الهموم والمسئوليات وقد ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة فى العثور على شلة الاصدقاء الذين بعثرهم أكل العيش في كل بقاع الأرض فتم لم شمل الاصدقاء على الأقل المتواجدين فى مدينة واحدة يجتمعون كل فترة لتناول العشاء وتبادل الذكريات الجميلة والضحك بكل قلب صاف يتندرون على ذكريات الماضى الجميل ومنهم من تقلد مناصب هامة ومنهم من اشتغل بالتجارة أو المقاولات ومنهم من تقاعد ولكن فور اجتماع شلة الدراسة ينسى الجميع همومهم وأحزانهم ومناصبهم الرفيعة ويعودون أطفالًا من جديد ومهما مر الزمان وتعاقبت الأعمال لا يمكن للأي منا نسيان براءة الطفولة والمقالب المضحكة ونوادر الزمن الجميل ويحكى أن مجموعة من أصدقاء الدراسة قرروا أن يجتمعوا معا عند بلوغهم الاربعين وبعد تشاور قرروا الذهاب لمطعم المحيط لأن به مضيفات جميلات وعند بلوغهم الخمسين قرروا الذهاب لمطعم المحيط لانه يقدم وجبات شهية وعند الستين قرروا الذهاب لمطعم المحيط لأنه يتميز بالهدوء.

وفي السبعين قرروا الذهاب لمطعم المحيط لأنه يقدم خدمات خاصة لكبار السن وعند بلوغهم الثمانين تشاوروا وقرروا الذهاب لمطعم جديد لم يذهبوا إليه من قبل فاتجهوا لمطعم المحيط لأنه فاتح جديد ولم يذهبوا إليه من قبل... عش حياتك ولا تتخلى أبدًا عن أصدقاء الطفولة والدراسة لانك لن تجد الضحكة الصافية وزوال الهموم إلا بصحبتهم.