إتفاقية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي " Brexit " تطرح سؤال مهم وهو هل ترغب بريطانيا في الخروج الحقيقي من الإتحاد الأوروبي بخسائر أو دون خسائر ؟ .... لكي نتطرق للإجابة علي هذا السؤال علي كافة المحاور يجب أن نرى كافة الأمور ونستعرض كافة المعطيات علي ارض الواقع ..... فبريطانيا هي عبارة عن جزيره وهى شبه منعزلة عن اوروبا طوال تاريخها فإذا نظرنا الى التاريخ البريطاني نجد في العصور السابقة الأمبراطورية الرومانيه المقدسة التي كانت تحكم اوروبا .

ونجد ان بريطانيا ليس لها أي علاقة بالأمبراطورية الرومانية في مسائل الحروب أو التدخلات العسكرية و كذلك لم تتعرض بريطانيا لاحتلال أو لعزو من أي دوله اوروبيه اخرى منذ الف عام تقريبا و ترتب على ذلك ان بريطانيا عندما جاءت تدخل الإتحاد الأوروبي منذ 40 عاما مضي ، إشتراطت لنفسها شروط إستثنائية منها ان تحتفظ بعملتها المحليه " الجنيه الأسترليني "، ورفضت اعتماد العمله الأوروبيه الموحده " اليورو " ، ورفضت ايضا ان تدخل ضمن اتفاقيه " فيزا الدخول الموحدة" للاتحاد الاوروبي انما لها " فيزا دخول " بمفردها لنفترض لو حصلت على فيزا دخول المانيا او فيزا للدخول إلي فرنسا او من اي دولة في الإتحاد الأوروبي تستطيع ان تصل لكل دول الإتحاد بنفس التأشيرة عدا بريطانيا .

إحتفظت بريطانيا لنفسها بوحدات القياس الخاصه بها مثل الميل والبوصه مقابل السنتيمتر في الاتحاد الاوروبي وكذلك ايضاً الجالون مقابل الليتر في الاتحاد الاوروبي وهكذا ..ظلت اوضاع بريطانيا هادئه مستقره مع التحاد الاوروبي حتى انهيار الكتله الشرقيه الشيوعية الاوروبية عام 1989وانضمام تلك الدول الي الاتحاد الاوروبي وهي دول ذات اقتصاديات ضعيفة وفقيرة .

وهنا اصبحت الدول الغنية ومنها بريطانيا تدفع كثيرا جدا من اموالها واقتصادها لتلك الدول الفقيره في اوروبا الشرقيه ومن هنا جاء اعتراض المواطنين البريطانيون انهم اصبحوا يدفعون للفقراء أو كسالى شعوب تلك الدول والأمر الاخر الذي ادى الي هجرة ثلاثة ملايين مواطن من دول اوربا الشرقية الفقيرة الي انجلترا مما ادي الي مشاركتهم للمواطن الانجليزي في فرص عمله وسكنه ورعايته الصحية وباقي احوال حياته المعيشية مما ادى الي ارتفاع الاسعار ، كما انهم اصبحوا يحصلون على تامين صحي مجانى ورواتب و معاشات و تعليم وخدمات على نفقه الحكومه البريطانيه .

وبذلك أصبح كل شئ على حساب المواطن الانجليزي فاصبح المواطن يقول انا أعمل من أجل البولندي الفقير او من اجل المجرى، الكسول الذي لا يعمل مما ادي الي شعور المواطن الانجليزي ان بلده في حالة غزو او احتلال اجنبي كل هذا ادى الى بروز اصوات داخل انجلترا في المطالبه في البعد عن مشاكل اوروبا وعندما كان ديفيد كاميرون يخوض الانتخابات ويريد ان يصبح رئيس وزراء بريطانيا وعد الناخبين بانه سوف يجري استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ، اذا فاز حزبه في الانتخابات وبالفعل فاز حزبه واجرى الاستفتاء عام 2016 وكان بالموافقة علي خروج انجلترا من الاتحاد الاوروبي وكل ما سبق يعتبر تداعيات وقرارات للخروج .... وسنكمل المشاكل التي ربما تواجه انجلترا في الخروج في المقال القادم ان شاء الله ..