خط أحمر
الجمعة، 26 أبريل 2024 02:21 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور إبراهيم المدني يكتب.. كليات القمة وبناء الإنسان

خط أحمر

إستكمالاً لسلسلة أفكار ورؤى في سبيل بناء الإنسان قبل البنيان يظهر على السطح تساؤل مشروع حول ما هي كليات القمة التي يجب أن توليها الدولة اهتمامها والصرف عليها وتخصيص ميزانيات كبري لها وتشجع الطلبة المتفوقين المرموقين علي الالتحاق بها.
هذا التشجيع يشمل التشجيع المعنوي والتشجيع المالي وإتاحة فرص العمل المستقبلية .
هل كليات القمة فقط هي كليات الطب والهندسة والأقتصاد والإعلام والتي نري من خلال تجاربنا الحياتية أن كثيراً من خريجها لا يجدون فرصاً حقيقية للعمل وأنهم يحولون تخصصاتهم إلي تخصصات أكثر طلباً في السوق .
فخريجو كليات القمة مع الاحترام لكل المهن يعملون في تخصصات أخرى موازية حتى يحصلون على الخبرة الكافية أو تحقيق الأمان المادي وتكوين الذات ، خريجو الهندسة يعملون في المواقع أو التوريدات أو الوساطة العقارية مثلهم مثل مقاولي الباطن أو مشرفي المواقع والأطباء يعملون مسوقين لشركات الأدوية أويستغروق في الدراسة ومحاولة البحث طوال عمرهم حتي يصلوا إلي المستوي اللائق لممارسة المهنة ربما بعد سن الخمسين ، أما خريجو الاقتصاد والسياسة والإعلام فيعملون في مهن أخري في الكافيهات وأعمال السكرتارية أو قيادة السيارات أوبر وكريم وغيرها ، أو في التسويق عموماً وخاصةٍ العقاري أوخلاف ذلك من المهن التي نحترمها ونقدرها لكن لا تحتاج لسنوات طويلة من الكفاح في سبيل الحصول على شهادة ربما لا يجد صاحبها فرصة حقيقة للعمل والإنتاج ولا تمت لمتطلبات سوق العمل بصلة . .
- لماذا لا يتم توضيح الأمور بشفافية وصدق لأولياء الأمور والطلبة لتوضيح ما هي فرص العمل الواعدة والحقيقية وما هي المعايير الحقيقية المطلوبة لسوق العمل .
وإذا كان لابد من تصنيف الكليات الجامعية إلي كليات قمة وسطح وقاع فما هي الكليات التي يجب أن تكون فعلياً في القمة وأن تهتم بها الدولة ويحتفي بها المجتمع وكذلك تسخر لها الإمكانيات لتطويرها وتحسين مستواها وتحفيز الطلبة النابهين علي الإلتحاق بها .
ثبت من خلال التجارب المحيطة بنا أن مهنة التدريس وخاصة للمراحل الأولي الحضانة والإبتدائية هي أرقي ما يمكن أن تساعد في بناء الإنسان حيث تمده ليست فقط بالمعارف والعلوم بل بالإخلاق والقيم والتدين الحقيقي المستنير الوسطي ،إذا أراد المجتمع فعلياً تطوير نفسه فعليه أن يعيد ترتيب أولويات كليات القمة وكليات السفح وكليات القاع مع إعتراضي علي هذا التصنيف الذي يدل علي فكر قاصر محدود لا يري الأمورإلا بعين واحدة ‘ولا يري الرؤية الشاملة المتكاملة لصالح مجتمع ومستقبله ومستقبل أفراده .
في تصوري إذا كان المجتمع يريد فعلياً الإنتقال إلي مصاف الدول العظمي فلا بد من الاهتمام الشديد بكليات التربية سواء كليات التربية المتعارف عليها لتدريس العلوم المختلفة أو كليات التربية النوعية من فنون وموسيقى ورياضة ، تلك الكليات التي يجب ان تخرج الكوادر المسلحة علمياً والمدربة عملياً علي تربية جيل جديد واعد نحقق من خلاله كل ما نصبوا إليه من تحقيق المعايير العالمية من نقل المعلومات ثم المعرفة ثم الحكمة وكذلك تحقيق التربية من خلال الثقافة والأخلاق والصحة البدنية والنفسية مع ترسيخ حب الوطن والتدين المستنير الوسطي .
لا شك أن وزارة التربية الآن تحاول جاهدةً حل المشكلة الأزلية لنظام التعليم المصري الذي توارثته الأجيال واتسم بترسيخ فكرة التلقين والحفظ وليس الإبداع والخروج من الصندوق، واشتهر بالفساد وانتشار الدروس الخصوصية أحد أهم أسباب تخلف وتدني مستوي الفكر في المجتمع ، وكذلك يحاول جاهداً القضاء علي الفكر المتخلف لدي أولياء الأمور الذين تحولوا إلي عبيد لمدرسين عديمي الضمير والعلم والأخلاق والذين حولوا العملية التعليمية إلي سبوبة للرزق الحرام يجنون من ورائها الملايين بلا رقيب ولا حسيب ولا دفع للضرائب ولا يستطيع أحد السيطرة علي دخلهم المتزايد والمعتمد أساساً علي تصدير الرعب والخوف من الامتحانات لأولياء الأمور وإلي الطلبة .
في النهاية نريد إنساناً لديه القدرة على التعليم الذاتي وعلي استجلاب المعلومة من مصادرها الأصلية الموثقة ، والقدرة علي البحث العلمي المتطور والنقد المنهجي المعتمد علي أسس علمية قابلة للتطبيق ،إنساناً لا يسعى لأكل السمكة فقط بل لتعلم كيف يصطادها.

لإبراهيم المدني كليات القمة بناء الإنسان خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر