خط أحمر
الأحد، 4 مايو 2025 05:02 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور إبراهيم المدني يكتب.. عمران وعمارة المليون ونصف فدان بين التقليدي والبيئي

خط أحمر

تحاول الحكومة بكل طاقاتها تحقيق معدلات نمو متزايدة حلاً لعديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وهي في سبيل ذلك تقترح وتنفذ فعلياً مشروعات كبرى قومية وعملاقة تؤثر إيجابياً بلا شك في حاضر ومستقبل هذا البلد العظيم.

من ضمن  المشروعات الكبرى التي تتبناها الدولة إصلاح وتنمية  مليون ونصف فدان، توفر لها البنية الأساسية وتستصلح الأراضي وتوفر المياه اللازمة للري لكن هل هناك تخطيط واضح معلن عن نمط ونوعية المباني التي ستستوعب العمالة وأسرهم وتوفر الخدمات لهم من تعليم وصحة وتثقيف وترفيه ؟؟ 

هل ستستخدم في الريف أو الصحراء حيث المساحات الممتدة من الأراضي نفس أساليب البناء التقليدية من الخرسانة المسلحة والحديد والألومنيوم والزجاج؟

أتمنى أن يكون حول صاحب القرار خبراء متخصصون  يساعدونه على اتخاذ القرار السليم المستدام الذي يحقق جودة الحياة بأقل تكلفة وبأعلى استفادة للإنسان قبل البنيان.

نحن لا نقترح جديدًا بل نلفت النظر لنمط عمراني ومعماري نجح فعلياً في تحقيق المعادلة المتوازنة بين تكلفة بناء معقولة وجودة حياة إنسانية مقبولة وهي العمران والعمارة البيئية والتي تتبدل مسمياتها طبقا لاختلاف المجتمعات وتطور العلوم الإنسانية والتطبيقية من عمارة متوافقة مع البيئة كما دعا لها فيلسوف العمارة حسن فتحي والذي قال نحن نبني البيت ونعيش فيه فيعيد البيت بناءنا نحن، وربما أطلق عليها عمارة موفرة للطاقة ووضعت لها معايير وضوابط أصبحت منتشرة في العالم كله  وفرضت تلك المعايير على التصميمات المعمارية بحيث توفر الطاقة وتعزل داخل المبنى عن خارجه إما بمواد عزل حديثة داخل الحوائط أو باستخدام مواد بناء هي بتكوينها عازلة للحرارة وموفرة للطاقة.

على المستوى المحلي العملي التطبيقي  لدينا مشروع كبير تتبناه الدولة وتضع فيه كل إمكانياتها فهذه فرصة ذهبية للمبدعين والعمرانيين والمعماريين لتطبيق أفكارهم وأحلامهم من عمارة تستخدم مواد البيئة سواء الطوب الطفلي أو الحجر مع أنماط معمارية تستخدم الظل والنور كمادة بناء وتتحكم في استخدام الشمس وحركتها واتجاهات الرياح السائدة  وتتحكم في حركة الهواء في مناطق حارة جافة  لبناء مشروعات سكنية أفقية  لا ترتفع أكثر من طابقين تتوافق مع طبيعة المليون والنصف فدان  ويكون لها تنسيق موقعي يتناسب مع ندرة المياة وطبيعة جفرافيا المكان ، وتحقق  الراحة النفسية والبدنية لمستعمليه.

 نحن لا ندعو باستخدام هذا الأسلوب في المدينة حيث التكدس السكاني والازدحام وندرة الأراضي، ما أنه يمكن تطبيق النظرية على المباني العالية في المدينة لكن بأفكار ومواد وأساليب بناء مختلفة وحديثة  سواء عمراتيًا أو معمارياً بما يحقق نفس الهدف من عمارة متوافقة مع البيئة محققة لراحة الإنسان من درجات حرارة متوسطة وعزل حراري وصوتي في حدود تحمل الإنسان وفي نفس الوقت تحقيق المواكبة مع آخر تطورات وإنجازات العمارة الحديثة المعاصرة. 

ويظل التساؤل المفتوح والدائم من يستطيع أن يحول هذا الحلم البسيط القابل للتحقق إلى واقع ينفذ على المشروعات الكبرى والتي سينتج عنها ليس فقط توفير الكثير من الأموال بل تحقيق جودة الحياة وسعادة الإنسان. 

إبراهيم المدني عمران وعمارة المليون ونصف فدان خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة