الدكتور السيد الخطاري يكتب .أفيقوا يرحمكم الله فالرسالة واضحة !!!


لدينا مشكلة كبيرة حول علاقتنا جميعًا بمنظومة الإعلام ، إذ شاهدنا الرئيس وهو يتحدث عن ملف الإعلام بقوة ويشدد عليه ، وبرأيى هو أكثر رئيس جمهورية يضع للإعلام مكانة خاصة فيما يتعلق بالمسار المتجهة له البلد وخطتها الإصلاحية وحربها على الإرهاب ، منذ أن كان وزيرًا للدفاع ، ثم فى حملته الإنتخابية ، ثم فى كل ما يخص القضايا التى عاصرتها مصر فى عهده ، ففي العام قبل الماضى وخلال مؤتمر شهده السيد الرئيس حول موقف الدولة بشأن التعديات على أراضيها ، وقف شاب مطالبًا سيادته بضرورة تدخل الدولة لوقف المهازل التى تعرض على الشاشات ، حينها وجه الرئيس رسالة إلى الإعلاميين والقائمين على صناعة الإعلام فى مصر قائلًا: "يا ريت الرسالة تكون وصلت، فأنا لم أقل شيئًا، ومن قالها شباب مصر الخائف على بلاده".
ونهاية شهر يوليو الماضي وفي المؤتمر الوطني للشباب الذي عقد بالعاصمة الإدارية وأمام أحد الإعلاميين في جلسة (اسأل الرئيس) والتي يخصصها سيادته بشكل دوري للإجابة على اسئلة المواطنين ، أكد أيضاً أنه غير راضٍ عن منظومة الإعلام .. شكلاً ومضموناً .. إنتاجاً وفكراً ..صناعةً ورسالةً ، وكأن الرسالة لم تصل لهم بعد ، وأقصد هنا كل القائمين على منظومة العمل الإعلامي في مصر بكافة أشكاله ووسائله التقليدية منها والحديثة ، فالمنظومة الإعلامية في مصر أراها تحتاج لهيكلة فكرية جديدة ، ودولاب العمل الإعلامي المصري يستدعى إعادة ترتيب ، فهذا الملف يبدو أنه من الملفات التي تؤرق السيد الرئيس كمواطن من ناحية وكمسئول من ناحية أخرى ، واتضح ذلك حينما طرح بنفسه تساؤلاً على الحضور يقيس به درجة رضاهم عن صناعة الإعلام في مصر ، وكانت الإجابه واضحة على وجوه كل الحضور ، حينما استعرضت الكاميرا ردود أفعالهم ، فاتضح أن معظمهم من زمرة الإعلاميين وللأسف كبارهم ، وبعضهم مسئول عن ذلك الملف .
فعفوًا سيدى الرئيس .. يبدو أن رسالتك لن تصل لهم أبداً ، فعهدى بهم أنهم صمٌ بكمُ عمى لا يبصرون ولا يسمعون ، ويخاطبون الناس على غير قدر عقولهم ، وأصبح الإعلام في عهدهم متهماً بتصدير حالة اليأس للجماهير، وفقد دوره البناء فى المجتمع مخالفًا ما يقوم به من رسالة سامية وبناءة فى الدول الأخرى ، وبممارسات مقصودة أو غير مقصودة تبعد عن الرسالة الحقيقية للإعلام من بناء وتنوير المجتمع ، وتجعل من الشاشات بيئة خصبة للفحش والبذاءة والإسفاف نتيجة للإنتاج الإعلامي والدرامي ذي الفكر الواحد والأفق الضيق .
عفواً سيدى الرئيس فرسالتك لن تصل لهم أبداً ، لأنهم تناسوا أنه لا وجود للرسالة الإعلامية الحقيقية إلا بالمحافظة على قيم وهوية المجتمع ومعايشة واقع الناس وهمومهم ، وتقديم ما يسعدهم ، ويزرع فيهم الأمل ، فإن زراعة الأمل وإدخال الفرحة على قلوبهم من أسرار السعادة التي تمنح لهم كإعلاميين مكانة في حياة الناس ، فمن يزرع الأمل منهم في قلوب الناس سيجد أثراً كبيراً لما يزرع ، وتكون سعادته أكبر عندما يجد ما صنعه قد غير في حياة غيره ، وهذه هي قمة الانسانية الحقيقية التي تتبناها أنت ورأيناها في شخصك الكريم مراراً وتكراراً .
عفوًا سيدى الرئيس ، فالرسالة لم تصل لهم بعد ، فما زالوا يبحثون فقط عن السبوبة والوجاهة والمكانة الإجتماعية بين زبانيتهم ومجامليهم ، طاردين لأصحاب المهنة وصانعيها الحقيقين ، محطمين أمامهم قواعد اللعبة وأصولها ، ضاربين عرض الحائط برسالة الشاب الذى استنجد بك منذ عامين لضبط إيقاع المنظومة ، وبتوجيهاتك المتعددة والمتكررة في كل مناسبة تجتمع بهم فيها ، حتى مجلس مكرم الموقر وهيئتى زين وكرم المحترمتين لم يؤتوا ثمارهم بعد ، ولا يزالوا يبحثون عن دور وسط حطام الفوضى الإعلامية التى نعيشها حتى الآن.. فيا أولى الأمر ويا متخذى القرار ويا صناع الإعلام فى مصر ... أفيقوا يرحمكم الله فالرسالة واضحة ، خاطبوا الناس على قدر عقولهم وأعوا أصول اللعبة وقواعد الصنعة ، فللمهنة أصول وهناك صٌناع حقيقيون مازالوا يشاهدونكم من مقاعد المتفرجين ، ينتظرون فقط صافرة النهاية والتي أوشكت من رئيس حكيم يدرك أهمية المنظومة ويسعى دوماً لضبط إيقاعها .