خط أحمر
الثلاثاء، 23 أبريل 2024 09:28 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

جمال رشدي يكتب: جهاز أمن الدولة هو الحل

خط أحمر


‏" اضرب المربوط يخاف السايب، ذلك المثل ينطبق تمامًا على الحالة المصرية، فلو أيقنت ‏أبواق الجماعة الإرهابية في الخارج ومعهم من يديرهم ويمولهم، ان ما يقمون به من ‏تحريض لاتباعهم في الداخل سيعرضهم للعقاب والمحاكمة والسجن لما فعلوا ذلك.‏

لكن ما جعلهم مستمرون في ذلك النهج ومن بلد إلى أخري يتنقلون بقنواتهم وابواقهم الإعلامية للنهيق ‏والنبح ضد مصر والاستمرار في بث الشائعات، هو المناخ الحامي تمامًا لاتباعهم في الداخل ‏الذين يقبعون بكل ارتياحيه داخل مفاصل ومؤسسات الدولة وعلى منصات التواصل الاجتماعي يبثون الشائعات وروح اليأس ويسبون ويقذفون ويهنون القيادة السياسية وأيضًا ورغم ما يفعلونه من خراب لا يتحرك أحد ضدهم، وفي المقابل ان انتقد أحد المواطنين سياسة نظام ‏الحكم في تعاطيه مع أي ملف فورا يتم التضيق عليه.‏

والسؤال الذي اطرحه دومًا هل الإجراءات التي تم اتخاذها أثناء ثورة 30 يونيو العظيمة ‏كانت لحماية الشعب من إرهاب الجماعة أم حماية الجماعة من ثورة الشعب؟ وان لم يجيب ‏النظام الحاكم علي هذا السؤال فبكل تأكيد ستتسع رقعة الشك والمراجعة فيما حدث لمصر ‏أثناء وبعد تلك الثورة العظيمة.‏
‏ ‏
والكارثة التي تتعرض لها مصر هي التغيير الديمغرافي الذي وضعت أسسه الجماعة ‏الإرهابية أثناء حكمها، وهو الإحلال والتجديد الطبقي في اعتلاء اتباع وأعضاء الجماعة ‏المستوي الأول في الطبقات الاجتماعية، عن طريق أرسال لهم الأموال من الخارج للقيام ‏بشراء الممتلكات من اراض زراعية وعقارية ومنازل وسيارات فارهة وعمل المشروعات، وهذا هو التغيير الطبقي والقبلي الجاري حدوثه باعتلاء الدواعش والإرهابين الطبقات الاجتماعية ليتسنى لهم حكم مصر من القاع للقمة عن طريق النفوذ المالي والقبلي بعد ان حكموه ثقافيًا واجتماعيا عبر ايدلوجياتهم الارهابية.

ورجوعًا إلى المثل "اضرب المربوط يخاف السايب" فالإرهابين في الخارج يتابعون ‏ويلاحظون ويرصدون ما ذكرته في ذلك المقال وكلماته الخاصة بحرية تحرك ووضع اتباع ‏الإرهابية في الداخل ولا خطر عليهم ولذلك يفعلون بكل ثقة ما يقمون به ضد مصر في ‏أعلامهم الخارجي.،. هم على يقين ان صوتهم سيتم ترويجه عن طريق منصات واعلام اتابعهم في الداخل دون ضرر عليهم.

والسؤال الأخر الذي يبحث عن إجابة لماذا تم تحجيم دور جهاز امن الدولة " الأمن الوطني" ‏عن تواجده في المجتمع؟ وقبل ان نبحث عن إجابة السؤال لابد من طرح تلك الأطروحات ‏الهامة، مصر انهارت وأصبحت أشلاء دولة منذ بداية عام 2000 ، والسبب هو الفساد ‏المستشري الذي أصبح جزء من تكوين مؤسسات الدولة وأيضًا جزء من تكوين ثقافي ‏للمسئول في تلك المؤسسات، وبجانب الفساد هناك ثقافة الإرهاب التي تم زراعتها بيد نظام ‏السادات ورعايتها بيد نظام مبارك حتى امتلكت الكثير من التربة المصرية، وأصبحت أشجار ‏سنط تطرح أشواك في طريق استمرارية الدولة وتواجد ها وهنا التحالف الفتاك بين الإرهاب والفساد.

ولكن ذلك الانهيار الذي كان موجود منذ عام 2000 تم تحجيم تمدده واتساعه بيد جهاز رجال ‏الشرطة العظماء المتجردين الذين لم يمسهم فساد أو اختراق إرهابي علي مدار معظم سنوات ‏حكم مبارك، وظلوا يقاومون الفساد والإرهاب ويحاولون منع تمدده، وكان لجهاز امن الدولة ‏دور عظيم في ذلك،،، هذا الجهاز هو من انقي واطهر وأكفئ أجهزة الدولة المصرية عبر ‏العقود الأخيرة، وخصوصًا في سنوات حكم مبارك، ولأسباب عديدة اصبح هذا الجهاز هو ‏حائط الصد الأول لمنع سقوط مصر ، وتواجد الجهاز كان البديل الإجباري الذي فرضته انعدام رؤية نظام مبارك لوضع ‏هطة عمل استراتيجية للقضاء على مصادر الفساد وغلق محبس الإرهاب، تلك الحلول كتبنا وأشارنا اليها كثيرًا وكان أهمها المنظومة ‏التعليمية المخطوفة تماما من الإرهابين منذ حكم السادات ، وظل جهاز امن الدولة رادع قوي ضد الابتلاع الكلى لمؤسسات ومفاصل الدولة من الفساد والإرهاب.

حتى حدث الانفجار الكبير الفتاك في 25 يناير بوجه نظام مبارك وأطاح به، وكان من ‏الطبيعي قيام الإرهابين والفاسدين والبلطجية وكل من ينتفع بوجودهم بمهاجمة مقرات ‏جهاز أمن الدولة وحرق الملفات ومحاولة كسر مهابته أمام أعين الشعب.‏

وجاءت الجماعة الإرهابية لحكم مصر وكان من اهم أهدافها التخلص من ذلك الجهاز ورجاله ‏العظماء الذين هم الاكفئ أمنيا على مستوى العالم ـ ولأن الجماعات الإرهابية يعلمون ان المانع الوحيد أمامهم وفي طريق تحقيق أهدافهم ضد الوطن هو هؤلاء الرجال، ‏فنقلوا أفرادهم الأكفاء إلى أجهزة عمل أخرى وقلصوا صلاحيات مهامهم الأمنية في مؤسسات الدولة.
‏ ‏
وقامت ثورة 30 يونيو العظيمة وكان من أهم أهدافها ارجاع هوية مصر من مخالب الإرهاب والفساد، لكن الذي حدث ‏محبط للغاية، فتم إزاحة مرسي العياط من على كرسي حكم مصر، وظل الإرهاب والفساد ‏يحكم كل مفاصل الدولة المصرية، ولكن في تلك المرة لم يكن أمامهم جهاز امن الدولة الرادع ‏لسعار تمددهما فتمددوا وامتلكوا كل شيء تقريبًا في غياب تام لمؤسسات الدولة، وأيضًا ‏غياب رؤية استراتيجية علمية لكيفية القضاء عليهما.

ولحين حدوث ذلك اقترح علي القيادة السياسية، رجوع دور وصلاحيات ومسمي جهاز امن الدولة مرة أخري وهذا ‏مطلب شعبي كبير لما يمتلكه الجهاز من مهابة وقوة ونزاهة وشرف، لان مشكلة المواطن ‏المصري في الوقت الحالي تكمن في عدم وجود مؤسسات دولة بجانبه في الشارع تحميه من الفساد، الإرهاب، والبلطجة ،،،، مثال،، عندما يجد ‏المواطن سلعة ما قد تضاعف سعرها أو اختفي وجودها، لا يعلم لمن يشتكي هنا حالة اليأس ‏والحزن التي يستغلها الإرهابين في استنفار طاقة المواطن ضد القيادة السياسية ، فكفي ان ‏يقول المواطن للتاجر اني سأشتكي في امن الدولة " وهكذا هو الحال مع كل احداث البلطجة والانفلات والجريمة التي انتشرت في الشارع وأصبحت واقع على منصات التواصل الاجتماعي، فمجرد ذكر اسم الجهاز هو عامل ردع ‏قوي ضد كل ذلك.

ما كتبته وما سأكتبه هو من اجل الوطن مصر فقط، وأتمني ان تسمع القيادة السياسية لما ‏نكتبه ولصوت المواطن والوطن حفظ الله مصر من كل شر وسوء.‏

جمال رشدي جهاز أمن الدولة هو الحل  خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر