سأل أحد المراسلین الأجانب مواطنًا مصریًا عن أحلامهم فأجاب: بیت جید وطعام جید ووظیفة جیدة وعلاج جید وتأمین لشیخوختى عندھا أجاب المراسل باستنكار أن ما ذكرته ھي حقوق لا أحلام وبالطبع عندما یسأل مراسل أجنبى تقوم بلاده على الصناعة والزراعة والاستغلال الأمثل لمواردھا وترتقي بحیاة مواطنیھا وتھتم برفاھیتھم وتحسین دخلھم وتأمین معیشتھم وشیخوختھم فتصبح الأساسیات السابقة مجرد حقوق وتصبح أحلامھم وطموحاتھم فى السفر والسیاحة والعنایة بالحیوانات الألیفة وحتى الأسماك والحیتان والحیوانات المھددة بالانقراض ومعالجة ثقب الأوزون ونوعیة الطعام وكم السعرات الحراریة فى كل منتج والانبعاثات الكربونیة من السیارات والاتجاه للعمارة الخضراء ومراعاة قواعد الاستدامة وغزو الفضاء وترتیب رحلات للقمر والكواكب الأخرى.

أما شعوب العالم الثالث ونحن منھم فالنظرة مختلفة تمامًا فیصبح تأمین السكن لإیواء أفراد الأسرة ومنعھم من التشرد حلما ویضحى تأمین الطعام للأسرة واجبا مقدسا یعمل من أجله رب الأسرة والزوجة وربما الأولاد في حالات كثیرة أما تأمین وظیفة واحدة لتكفل عیشة كریمة للمواطن وأفراد أسرته تكون سرابا وفى ظل مساوئ نظم التعلیم المتعاقبة التى أنتجت تھافتًا وتكدسًا فى تخصصات بعینھا وعجزا فى كافة الوظائف الفنیة فنجد ما نراه من عشوائیة فى ھیكل المجتمع تراجعت معه الصناعة وتآكلت الرقعة الزراعیة ونضبت الثروة السمكیة وعندما یصاب الزعماء بھوس السلطة وجنون العظمة والدخول فى مغامرات حربیة غیر مدروسة تلتھم ثروة الشعب الذى كان یداین العالم وتلجأ له الجنسیات الأوروبیة بحثا عن عمل إلى شعب یستدین لیأكل ویتلقى المعونة من الخارج لیعیش.

وسبق أن تحدثت وتحدث غیرى عن ثرواتنا المھدرة والتى أسیيء استغلالھا أو لم تستغل بعد ولكن الأمل فى الله وفى شباب ھذه الأمة كبیر أن یتم استغلال بعض الثروات ولیس كلھا والكفیلة بتحویلنا من شعب مستھلك إلى منتج ومن مستورد إلى مصدر ولیس بالدعاء وحده ولكن بتضافر الجمیع لانجاح المنظومة وھى لیست مستحیلة فقد خاضتھا شعوبا أخرى لا تقاربنا فى التاریخ أو الجفرافیا أو الثروات ووقفت على أقدامھا المھم أن نبتعد عن الخلافات ونبدأ ونستمر فى العمل.