انتهي أخيراً كابوس الثانوية العامة الذي طارد العديد من المصريين منذ عام كامل، بكل الضغوط والقلق الذي راود الجميع ، من دروس خصوصية ، وقلق عدم الحصول علي مجموع وكابوس ضياع المستقبل ، وفِي النهاية ظهرت النتيجة، فنجح من نجح وأخفق من أخفق .

بالتأكيد الفرحة أصابت العديد من الأهالي والطلاب بعد حصولهم علي مجموع مرضي يفتح لهم آفاق الأحلام بمستقبل مشرق، منهم من تمني أن يصبح طبيباً مشهوراً والآخر تمني أن يصبح مهندساً ناجحاً وغيرهم من الأحلام المختلفة وأمنيات متعددة في جميع المجالات .

وآخرون أصابهم الحزن واليأس نتيجة عدم حصولهم علي مجموع يحقق لهم الحلم المنشود، وغيرهم لم يحالفهم الحظ في النجاح، وتحطمت الآمال وسيطرت الحسرة عليهم وعلي ذويهم .

يحدث هذا وذاك كما حدث بالأمس وسيظل يحدث دائماً ما دامت الحياة علي الأرض، ينجح البعض ويخفق البعض الآخر ويتملك اليأس القلوب.

قد يؤدي الإحساس بالإخفاق إلي الاكتئاب أو الانتحار كما يحدث في بعض الحالات، وينسي الجميع أن المولي عز وجل قادر علي تغيير الأقدار وكشف الغمة وتحويل الفشل إلي نجاح ، وقد يتخيل البعض أن ضياع الحلم هو نهاية المطاف فالبعض أقصي طموحه هو دخول إحدي كليات القمة دون التفكير بأنه لا معني لمصطلح كليات القمة علي أرض الواقع .

الأرزاق بيد المولي عز وجل وحده ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً ولا تدري نفس بأي أرض تموت، فمن يعلم لعله خير ، قد تتمني أن تصبح طبيباً و لا تتمكن من الحصول علي مجموع يؤهلك لدخول كلية الطب ، فتلتحق بدراسة مختلفة قد تظل بائساً طوال فترة دراستها خوفاً من عدم وصولك يوماً ما إلي طريق النجاح، وسرعان ما تتغير الظروف وتفتح أمامك الفرص وتنهال عليك الأرزاق من حيث لا تدري ولا تحتسب وتحقق النجاح الذي طالما حلمت به من قبل ويأست من تحقيقه.

راقب من حولك سوف تجد أن سعة الرزق لا ترتبط بدراسة معينة إنما هي توفيق من المولي عز وجل يصاحبه اجتهاد من البشر فتفتح حينها الأبواب المغلقة وقد تحصل علي أكثر مما كنت تتمني ،

فالنجاح لا يرتبط بالدراسة ، إنما يرتبط بالاجتهاد و الإصرار علي الوصول إليه ، فإذا ضاع حلمك في الالتحاق بإحدى الكليات ، لا تبتأس ، وحاول استغلال ما يُمَكِّنَك القدر من دراسته للوصول إلي طريق النجاح ، وتوكل علي الله فهو من يقسم الأرزاق وهو من يفتح السبل المغلقة ، لعله خير .