فجعت الاوساط الفنية والجماهيرية بوفاة هذا الفنان أو تلك الممثلة وأفردت الصحف والمجلات والبرامجالتليفزيونية صفحاتها ووقتها للتحدث عن أعمالهم ونوادرهم وأكلاتهم المفضلة ثم معاناتهم مع المرض وتسجيل لحظات مرضهم خطوة بخطوة ولحین خروج الروح الى بارئها وبعد ذلك تفاصيل الجنازة ومن حضرها والعزاء ومن حضره من الفنانيين ومن تخاذل عن الحضور وبعدها تتناول نفس وسائل الاعلام فستان الفنانة الفاضح وسرقة مجوهرات الراقصة العصامية وحكاية لاعب الكرة الدون جوان وقصة شعر اللاعب التى تشبه ممسحة البلاط وما يتقاضاة اللاعب من راتب بالدلار واليورو والإسترليني وتستمر تلك الترهات احاديث المجتمع وشغله الشاغل .

وفى خضم تلك المهازل يشار عابرا الى وفاة محمد أفندى العباسى ولمن لا يتذكرون من هو العباسى فهو ، أول جندى مصرى يرفع علم مصر على أول ثكنة عسكریة اسرائيلية يتم تحريرها فى حرب الكرامة حرب 73 ودهشت لتناول الخبر بعدم اكتراث من الاعلام فتفاصيل حياة الابطال أمثال محمد العباسى تمر مرور الكرام وكذلك نوابغنا وعلماءنا الذين شرفونا فى المحافل الدولية فلا يذكرهم أحد لا من قريب ولا بعيد .

حتى شباب مصر الذين تربعوا على عرش الاسكواش وحصدوا جميع بطولات العالم لا يستقبلهم أحد فى المطارات مثلما يفعلون مع نجوم الكرة والفنانين وان كان هناك عبء أو عيب فيقع على الاعلام التافه الذى يشعل الناس بأمور سطحية ويهول من أمر الثانوية العامة وصعوبة الامتحانات وموعد وصول الاسئلة وانطباع الطلبة لكن عندما يستشهد ظباطنا وجنودنا البواسل بيد الارهاب الاسود تجد خبرا مقتضبا ، عن عدد الضحايا ورتبهم وربما عن خجل واستحياء نبذة عن أسرهم المكلومة لفقدانهم .

لا أدرى متى سيستيقظ الاعلام من غفوته ويعيد ترتيب الأولويات ويؤدي دوره الثقافى والتعليمي والتربوى الصحيح .. أليس عيباً أن نتناول مشاهير الغناء والتمثيل والكرة بكل الاهتمام ونستهون ونغفل من سطروا بدمابدمائهم الزكية أروع البطولات فداء للوطن!!!!