خط أحمر
الأحد، 4 مايو 2025 08:29 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

محمد موسي يكتب .. سفير السعودية والحضارة المصرية

خط أحمر

لست من الذين يكتبون المديح في الأشخاص بقدر مدح الإنجازات الملموسة والمرأيه علي أرض الواقع بمؤسساتهم ولكن رأيتني اليوم وبعد مرور عام كامل علي تولي السفير " أسامة نقلي " عمله كسفير للمملكة العربية السعودية بمصر ، أمسك بقلمي وأسطر به بعض الكلمات لرصد حالة يجب التوقف أمامها كثيراً .

كنت من الذين لهم صله بالوزير " أحمد قطان " وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية وسفير المملكة السابق لدي مصر لسنوات طويلة ، وأعرف تماماً كيف كان يحب الرجل مصر والمصريين وكيف كان ممثلاً فوق مستوي العادة لبلاده وكانت له صداقات كثيرة ومتعددة بمختلف طوائف الشعب المصري وإستطاع أن يبني جسوراً متينة بين مختلف الثقافات المصرية والسعودية .

كنت أتصور أن السفير " قطان " لن يتكرر أحد مثله في هذا الموقع وذلك لما قدمه الرجل من إسهامات وبصمات لن تنسي سواء لبلاده أثناء تمثيلها في مصر أو علي مستوي تمثيله لها في الجامعة العربية ... وعندما تم إختيار السفير " أسامة نقلي " خلفاً له لم أكن أعرف الرجل إلا من خلال أخبار الدبلوماسية السعودية وعمله كوكيل لوزارة الخارجية السعودية في مواقع عدة منها مسؤوليته عن إدارة الإعلام وكمتحدث لخارجية بلاده وحتي هذه اللحظة وبعد مرور عام كامل أو يزيد علي توليه المسؤولية لم أتقابل معه ولكن تحدثنا فقط أكثر من مرة تليفونياً .

كل هذا مهم ولكن الأهم أن السفير " أسامة نقلي" إستطاع في هذه الفترة البسيطة أن يبني أواصر الود مع مختلف المؤسسات المصرية ومع مختلف كبار رجال الدولة المصرية والساسة والمثقفين والكتاب المصريين وغيرهم .. ولهذا دعونا نتجول حول الرجل قليلاً لنتعرف علي شخصيته .

الرجل عُرف بقيمته وقامته في الساحة السياسية، فهو من أبرز وأشهر الشخصيات السعودية، وأكثرهم تأثيرًا، وصاحب باع طويل في العمل الدبلوماسي، ومثل المملكة في العديد من المحافل الدولية، وله العديد من الكتابات في موضوعات مثل العلاقات الدولية والدبلوماسية العامة والإعلام والاتجاهات الحديثة في الصناعة الإعلامية والقانون الدولي ويتميز السفير " أسامة نقلي " ، بنشاطه الفاعل كصوت دبلوماسي سعودي قوي للدفاع عن سياسيات المملكة وتوجهاتها ومواقفها من خلال تصريحاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الدولية.

السفير " نقلي " خلال مسيرته عمل بالسفارة السعودية في واشنطن لمدة تسع سنوات وهذه مدة ليست بالقليلة .. وأيضاً شغل منصب عضو مجلس هيئة الإذاعة والتليفزيون، وعضو مجلس رئاسة وكالة الأنباء السعودية، وعضو الهيئة العلمية الاستشارية لكرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وعضو جمعية الأطفال المعوقين، إضافة إلى عمله كرئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية ووكيل لوزارة الخارجية السعودية لشئون الدبلوماسية العامة في السابق .

هذه المناصب لا يتقلدها أي شخص وعلي وجه الخصوص ممن يعملون في السلك الدبلوماسي الذي أعلم عنه الكثير .. وذلك من خلال عملي لفترة لا بأس بها كمستشار إعلامي للسيد عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية الأسبق والذي عندما تقترب منه عليك أن تعد نفسك جيداً للتعلم منه فأنت تعمل في حضرة ومع دبلوماسي غير عادي له تاريخ وبصمات أذهل العالم بها ... وهذا يمكنك من قراءة هذه النوعية من الدبلوماسيين التي منها سفير المملكة بمصر .

ولذا نعود مرة أخري للحديث عن السفير " أسامة نقلي " ونتجول داخل محراب مسيرته العملية فنجد أن الرجل قد شارك أيضاً في الوفود الرسمية التابعة للسعودية، حيث تواجد في معرض "المملكة بين الأمس واليوم" منذ عام 1985م في كل من مصر والولايات المتحدة وكندا، وكان ممثلًا لسفارة بلاده في واشنطن في عضوية اللجنة المشكلة من الاتحاد السعودي لكرة القدم لأول مشاركة للمملكة في مسابقة كأس العالم لكرة القدم في العام 1994م، وأيضًا مثل بلاده في اجتماعات مشاركة المملكة في أولمبياد أتلانتا لعام 1996م ، وشارك في الوفود الرسمية برفقة الراحل سمو الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودى السابق رحمه الله والذي كان علامة من علامات الدبلوماسية العربية ومن يقترب من رجل مثل الأمير سعود الفيصل بالقطع أنه سيتعلم الكثير والكثير .

وهذا كله يعبر عن خبرات إضافية إكتسبها الرجل خلال مسيرته الكبيرة مكنته من أن يكون متميزاً بالخارجية السعودية حتي وصل صيته إلي الملك سالمان بن عبدالعزيز ويختاره سفيراً للمملكة بمصر ... وكل ما سطر أعلاه بالقطع قليل عن الرجل لأن هذا ما إستطعت أن أجمعه عنه وما خفي كان أعظم وأفضل .

منذ أن أدى السفير" أسامة نقلي " ، القسم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في مكتبه بقصر اليمامة بالرياض ، كسفيرًا جديدًا لخادم الحرمين الشريفين بمصر والمندوب الدائم للمملكة لدى الجامعة العربية، وهو يحاول جاهداً أن يكون علي قدر المهمة التي أوكلت إليه حيث أنه سفيراً للمملكة في أكبر بلد عربي وكذلك كمندوب لبلاده بالجامعة العربية ويجب ان نتفهم إختيار المملكة له ليمثلها لدي مصر لم يكن إختيار عادي ولكنه إختيار منمق ومدروس .

السفير " أسامة نقلي " من المحبين لمصر وحضارة مصر وهذا ليس حديثي عنه ولكن هذا ما يردده الرجل بنفسه في مختلف المناسبات.. وأتذكر عندما كنت من بين المدعويين في الاحتفال بالعيد الوطني للمملكة العربية السعوديةالـ " 88 " بأحد مقرات السفارة بالقاهرة ، أنه أعاد إلي الأذهان ما قاله مؤسس الممكلة الملك " عبدالعزيز آل سعود "، بعد زيارته الأولى لمصر والعودة ، وحديثه إلى شعبه، قائلا : " جيش مصر جيشكم .. وحضارة مصر حضارتكم .. وحضارتكم وجيشكم جيش مصر.. والجيشان والحضارتان هما جندا الأمتين العربية والإسلامية " .. فهذه الكلمات القليلة إختصرت كل الكلام والمشاعر بين البلدين الشقيقين فهما درعا الأمة العربية والإسلامية .

الذي يستدعي مثل هذه الجمل التاريخية قطعاً هو يعلم قدر وحجم ما يتحدث عنه بل أنه درسه بعمق وترسخ بوجدانه ، وهذا يجعلنا نفكر في أواصر الروابط بين الشعبين علي مر التاريخ وخلال أكثر من ثلاثمائة عام ونتدبر كيف نقوي هذه الروابط التي يعمل دائماً علي تقويتها القيادة السياسية بالبلدين ..وهذا ما يجعلنا نحن أن نؤكد علي أن الحضارة المصرية في قلب المملكة السعودية.

ومن الأشياء الواضحه في خطابه الدبلوماسي والسياسي أثناء الإحتفال ياليوم الوطني حديثه الدائم المبشر بأن العلاقات "السعودية – المصرية" تشهد طفرة غير مسبوقة في تاريخها، برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن الفترة المقبلة " ستحمل الكثير من بشائر الخير في تعميق وتطوير هذه العلاقات القوية بين البلدين ".. وهذا بالفعل ما نشهده خلال الفترة الماضية من تنسيق في المواقف المشتركة وتناغم بين القيادتين السياسيتين بالبلدين وبين الشعبين الشقيقين في مختلف المواقف وفي مواجهة الأخطار التي تواجه الأمة العربية.

وكل هذا يأخذنا إلي أول تصريح أدلي به السفير " أسامة نقلي " ، عقب حلفه اليمين أمام الملك سالمان حيث تعهد أنه سيجعل من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الكريمة، نبراسًا له في عمله وأن يكون عند حسن ظن قيادة المملكة الرشيدة ، ومواصلة مسيرة التلاحم والأخوة وعلاقات المصيرالمشترك بين المملكة والشقيقة مصر" وهذا ما حدث علي ارض الواقع .

ولا يفوتني الحديث عن إنعكاس خبرة السفير " نقلي " في مجال صناعة الإعلام وهذا ما نشهده من المكتب الإعلامي للسفارة السعودية بمصر والذي يعمل بنشاط غير عادي ويعي كيف يتعامل مع المنظومة الإعلامية بشكل مدروس ومنضبط وتعاون رائع .. وفي نهاية مقالي أود أن أوجه تحيتي لكل من يسعي لخير الأمة العربية من مختلف بلداننا العربية .

 

 

محمد موسي أسامة نقلي أحمد قطان الملك سالمان الحضارة الجيش الشعبين
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة