قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن قضية التطرف تُعدُّ واحدة من أهم القضايا الحيوية وذات الخطر الكبير، وإن خطر التطرف يهدد الأمن والنظام العام فى المجتمع، كما أن صوره واسعة وآثاره كثيرة الحدوث فى حياتنا اليومية، وهو يحاول بكل وسيلةٍ التوغُّل داخل المجتمعات، ويتخذ أساليب ملتوية مستغلًّا العاطفة الدينية تارة، وتارة أخرى الإشكالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ليصل إلى جميع المواطنين بمستوياتهم المختلفة فى المجتمع.

وأضاف علام، خلال لقائه مع الإعلامى حمدى رزق ببرنامج "نظرة" عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الجمعة، أن مواجهة التطرف إنما تكون ناجعةَ الآثارِ إذا بُنِيَتْ على تشخيص سليم للمرض ومنهج فكرى ناظم لإجراءات المواجهة.

وكشف المفتي، أن الدار أعدت دليلا بعنوان "الدليل المرجعى لمواجهة التطرف.. مدخل عام فى فهم التطرف واستراتيجيات مواجهته"، يصاغ بشكل علمى رصين بعيدًا عن الغموض، ليكون سهل العبارة قريب المأخذ، مع التركيز بشكل كبير على استدعاء جميع النصوص الشرعية الداعية إلى التسامح والرحمة، والناهية عن التطرف والغلو، كى يحقق الدليل الفائدة المرجوة منه، كل ذلك فى إطار التوثيق العلمى المنضبط، والقائم على الشمول والاستيعاب.

أما عن أهداف الدليل لفت، النظر إلى أن الدليل يقدم تعريفًا بالتطرف وتاريخه الذى أثَّر بالسلب على مسيرة البشرية نحو التطور والنمو والسلام العام، وكذلك يطمح إلى التوعية بخطر التطرف وكيفية مواجهته بالحجة والبرهان، وذلك من خلال تحديد الأسباب المباشرة للتطرف والعنف من جهة، والأساليب والأدوات لمواجهة ذلك التطرف، ومكافحة العنف، وبناء قدرة المجتمعات الإسلامية على مواجهة هذا التحدى من جهة أخرى، وتحديد الاستراتيجيات الممكنة والفاعلة والمبتكرة لمكافحة التطرف، وإيجاد آليات مناسبة لتنفيذ تلك الاستراتيجيات بناءً على سياسات الدولة والعمل المجتمعى، خصوصًا عبر مشاركة الشباب والنساء ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسات الدينية فيها، مع الأخذ فى الاعتبار دَور المرأة والشباب فى الحد والكشف المبكر عن مؤشرات التطرف.

كما أكد أن الدليل يستهدف فى ذلك فئة الشباب على وجه الخصوص، الذين يقعون فريسة لبراثن التطرف، ويخاطب أولياء الأمور والمربين المهتمين بحماية النشء من التطرف، كما يستهدف القيادات الدينية وأئمة المساجد الإسلامية فى الشرق والغرب، ومنظمات المجتمع المدنى العاملة فى الحقل الاجتماعى والسياسى والثقافى، والمنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بنشر السلام العالمى، ومتخذى القرار المهتمين بمواجهة التطرف والإرهاب.

وأضاف أن الدليل المرجعى عمل فريد يأتى ضمن خطة اعتمدناها مؤخرًا تضم عشرات الأنشطة والمجلدات بعنوان "المرجع المصرى فى دراسة التطرف ومواجهته"، تحت مظلة مركز سلام لدراسات التطرف، الذى يضم باحثين متخصصين فى مجالات عديدة، وهو مركز تابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة، والذى يستعد لعقد مؤتمر ضخم فى ديسمبر المقبل.