من النصائح الفاسدة الشيطانية والتي تأتي كنصيحة لكل عروسة مقبلة على الزواج، وكأن السلايف أعداء لها حتى أن المثل الشعبي يقول( مركب السلايف غارت ومركب الضراير سارت) وهذه عينة من هذه النصائح :

١-خلِّى نفسك دائماً زى الفاكهة الموسمية مترميش نفسك فى وسطيهم

٢- عززى نفسك وإتقلى على أهله

٣-متسأليش إلا إذا سألوا عليكى

٤-ولا تزوريهم إلا إذا زاروكي

5ـخليكى رد فعل ولا تكونى أنتِ البادئة فيستخفوا بكى

كل هذا يؤكد على مدى شدة الخلاف والعداء بين (السلايف) التي تزيد عن كره الضرائر لبعضهن البعض... ومشاكل السلايف تعد أبرز نوع من المشاكل التى تؤثر سلباً علي العائلات حيث يتكون المجتمع من مجموعة علاقات بين الناس والأسر و العائلات ركن ونواة فى المجتمع.. وبطبيعة الحال يتخلل هذه العلاقات بعض الأمراض منها العابر البسيط ومنها الخطير المزمن ، وتعد الغيرة من أخطر الأمراض التى تتخلل هذه العلاقات فالغيرة من صفات إبليس الملعون الذى غار من آدم وآخرجه من الجنة ، وهى أول المعاصى التى أدت للقتل عندما غار قابيل وقتل أخيه هابيل فهى فيروس خطير لابد من مكافحته .

الغيرة موجودة بين البشر وتكثر وتشتد بين النساء بداية من الجيران والأقارب والزملاء وطبعاً الضراير والإخوات أحياناً وتشتد بين (السلايف) فمهما كانت الحرب شديدة بين المرأة وضرتها لن تصل إلى مايحدث من مشكلات وتنافس وتناحر بين المرأة وسلفتها .. وأعتقد أن مصطلح( سِلفة) معروف للجميع ولكن لزيادة التوضيح : السلفة هى زوجة أخو الزوج ، ونسمع كثيراً الشكوى من السلايف فهذه تغار وهذه تحقد وهذه تقارن والأخرى تفترى وتكذب وتُفرق وتولعها نار , وهناك تصرفات نسوية متنوعة وكثيرة وسخيفة قد تهز كيان العائلة مما يؤدى إلى هدمها فى بعض الأحيان وقد تؤدي إلي قطع صلة الرحم لمنع إختلاط السلايف ببعضهن وتجنب القيل والقال ، والدراسات أثبتت أن السلفة التى تثير المشاكل مع سلفتها:

1_ معدومة الثقة بنفسها

2_محبة لإفتعال المشاكل ولفت الأنظار إليها

3_ مصابة بالكبر والتسلط وحب السيطرة

4_تعشق التقليد فتقلد سلفتها في كل شئ سواء فى شراء الملابس أو فرش المنزل أو اقتناء بعض الأشياء وهذه الطامة التي تُفرق بين الأخوة لأنها تأكلها نار الغيرة وتضغط على زوجها بطريقة تدفعه للجنون وأول جملة تنطقها (إنتَ أحسن من أخوك) ، أو (لازم تكون فى الصورة دائماً) أو (إشمعنى أخوك شوف جايب لمراته ايه) أو مثلاً ( هل زوجة أخوك أفضل منى) أو (عايزين نكون أفضل منهم) ، وتتلاطم الأمواج بمركب السلايف وتعلوا إلى ما لا يتخيله عقل وتكاد أن تُغرق العائلة كلها فى أعماق مظلمة من البُغض والشر وتُدخل أسر الأخوة في دائرة غير متناهية من القلق والتوتر مما يؤثر سلباً على الترابط العائلي، وينعكس أيضاً على جيل المستقبل (الأبناء والبنات) الذين يسمعوا ويروا تصرفات لا مبرر لها بالنسبة لهم ، و تُبنى المشكلات بين السلايف على كل تافه أو مهم ، فمثلاً إذا طبخت شيئا أفضل منها تولَّع ناااار... وإذا إشترت ملابس جديدة أو أجهزة للبيت تشعلل ، وحتى في الأمور التي لا إرادة لها فيها كالإنجاب تشتاط غيرة وبمجرد حملها توقف موانع الحمل لديها لتحمل ، نار على زيت حار.

الأسباب والدوافع

الدوافع التي تؤدي بالمرأة إلى انتهاج سلوك الغيرة المذمومة مع قريناتها أولها دوافع تربوية إجتماعية لأن المرأة إذا ما تربت على الحقد وزرعت لديها أمنيات زوال النعم عن الآخرين لصالحها، فإنها تغار من أي امرأة في محيطها الأسري.

ثانياً أن قدرات المرأة وإمكاناتها الشخصية وقلة مهاراتها مع وجود سلفات أكثر قدرة ومهارة أيضاً دافعاً للغيرة الذميمة.

وأنها في هذه الحالة تتمنى أن تمتلك ما تمتلكه سلفتها لتبدو أكثر قوة، وأحياناً تتمنى زوال القدرة عنهنّ لأن تلك المشاعر تؤدى إلى حالة من البغضاء والتنافر الاجتماعي لديهنّ.. وأن الغالبية وقتها تتمنى زوال النعمة عن سلفتها؛ لكي لا تظهر بقدرة أعلى منها...

الحل بالرضا والإيمان

نعم الحل السحري لعلاج الغيرة وتجنب آثارها المدمرة على الأسرة والأبناء والحياة الاجتماعية بشكل عام يبدأ من الرضا والإيمان بما قدره الله للإنسان من مقومات في شخصيته وفي ظروفه الإجتماعية بالفقر أو الغنى ، ولابد للسلفه أن تنظر لما لديها من مقومات ونعم من الله عز وجل. وأنها إذا ما تحلت بهذا الوعي الديني وامتلكت قناعة الرضا بالمقسوم، فإنها ستعتزل الغيرة الذميمة، لأنها بذلك ستكون راضية بقسمة الله لها، وذلك يجنبها ويلات الشعور بالغيرة الذميمة، ولاشك أن تعامل الرجل مع زوجته ومشاعر غيرتها من السلفة تحدد مدى اشتعال غيرتها في قلبها أو إطفاء نارها فالرجل مصدر التربية الصحيحة والسليمة لتقويم سلوك المرأة.

ولازم نعرف أن الغيرة المذمومة عدوى إجتماعية تنتقل آثارها السلبية إلى الأبناء.. وأن الطفل في الصغر يتشرب سلوكيات وقيم أبويه، فإذا ما بُنيت على الغيرة انتقلت إليه وأفسدت الجو النفسي داخله وفي علاقاته مع الغير في الخارج.

وأخيراً كيف نتجنب هذه الخلافات مع "السلايف"؟

أولاً: إغلقى باب المقارنة بينك وبينها وبين زوجك وزوجها وبين أولادك وأولادها(سلفتك)

ثانياً: تجاهلى أي بوادر للخلاف بينكما ودائماً إعلمى أن تَرَفُعِك عن الشجارات ليس ضعفاً ولكن إرتقاء بمستواكى الفكرى و الثقافى.

ثالثاً: المنافسة لابد أن تكون شريفة دون قطيعة أو نميمة بل تكون بالعطاء بلا مقابل أو إنتظار شكر ومدح من أحد بل إنتظار الرضى من الله.