عبير سليمان تكتب .. دراما رمضان بلا منطق وهدف


اطلت علينا الشاشة المصرية بقصص تسمى درامية ينتظرها الشعب المصرى والعربى كعادة رمضانية تضفى روح البهجة والتسلية ..وبعد ملحمة وروعة اسامة انور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ وغيرهم من عمالقة فن تقديم الدرامة التى دوما كانت متوجة بحبكة درامية و منطقية التسلسل والحدث دون الخروج عن هدف الكاتب الذى يبرزه المخرج بمهارة وفن يشعرك ان هناك تنافس حقيقى لاخراج عمل يجذب وجدان وفكر المتلقى لنتذكر الشهد والدموع و ابنائى الاعزاء شكرا ،وبوابة الحلوانى ، وليالى الحلمية و المال و البنون ، وزيزانية ، بعد هذا الزمن البديع بدرامته الباقية فى الذاكرة نشهد مسلسل مثل ولد الغلابة الذى لا منكقية تذكر فى تحول بطله من رجل بسيط يعمل مدرس له مبادئ يرفض الجنية الحرام لقاتل وتاجر مخدرات غير مبالى يتعامل مع اجرامه بهزل وتقوى كأنه يمرر لنا عذرا غير مكتوب فى النص ..لنفيق على مسلسل وحلقات مكدسة بالافعال الاجرامية بلا هدف والذى بالقطع يخبرنى بنهاية متوقعة حين وجد البطل طالب يعانى من اعراض الاستروكس الذى هو تاجر به وربح من وراءه اموال اكار من ٢٠٠ مليون جنية فى غفلة من الشرطة التى هى فى الاصل مرتابة فى وتراقبة حيث تحرك البطل براحته فى المنيا والقاهرة وكأنه لا يتاجر بالمخدرات ياسمح الله و لا يقتل رجل وراءه رجل نهيك عن بعد الكاتب التام عن معرفة وعرض صعيد مصر ذلك نظرا لكم التناقض.
و فى رواية اخرى وهو مسلسل مره تلك السيدة التى باعت اولادها وقتلت زوجها واخر و زورت وسرقت ،ثم بحثت عنهم وجلست عشرين سنة بجوارهم وهى ليست لديها ذرة حب او خير لهم وان كان كل همها هو المال فلما اذن تجاورهم وتؤذى حياتهم هذا ايضا بمعزل عن القانون والشرطة سنوات دون ترقب علما بأن هناك شكوك حولها ..وصلا ايضا لضياع الهدف وفى فراغ المنطق والحبكة الدرامية لتبرير الموقف .
واخيرا زى الشمس الذى اعتبره الافضل بعيدا عن سقطة هى الاكبر التى تخص فريدة القتيلة التى لها ماضي وافعال يندى لها الجبين بسبب تعدد العلاقات ، ولكن ركز المسلسل عن زاوية واحدة فقط وهى حملها من خطيب اختها وان شعور فريدة القتيلة بالندم فقط لانها خانت اختها ، دون ادنى شعور لها بملمح ندم عن تسيبها الاخلاقى طوال سنوات عمرها او فعلتها الشنيعة التى تخص علاقة غير مشروعة خارج نطاق الزواج وبنسب طفل نتاجها لرجل اخر هو زوجها ..
هكذا تلاعبت بنا دراما رمضان التى يبدو انها كانت تستهدف فقط الابهار و اللعب على وتر الافعال الصادمة التى قدمت دون حرافية او حبكة او منطقية تذكر . كأنهم يعلنوا صراحتا عدم احترامهم للمشاهد الذى يجلس ساعتين امام التلفاز ليشاهد اعلانات مكتدسة ومعادة ومكررة يتخللها دقائق معدودة من مقاطع حلقة المسلسل المقدم بلا حرافية ..فيبدو ان حصد اموال الاعلانات الهتهم عن تقديم محتوى يليق بمشاهد احترمهم وجلس ليرى فن معتبر و لكنه للأسف لم يحصل الا على استخفاف بذكاءه وانتهازية و هدر لوقته عن طريق كم الاعلانات المبالغ فيها استاذه عبير سليمان
عرف الكحك منذ عشرات السنين بأنه رمز البهجة والاحتفال بعيد الفطر إلا أن تاريخه يعود إلى أصول فرعونية ظهر الكحك في عهد القدماء المصريين منذ نحو 5 آلاف سنة كان يقوم الخبازون في بلاط زوجات الملوك بإعداده وتقديمه إلى الكهنة المسؤولين عن حراسة مقابر الملوك الكبار مثل خوفو حتى بلغت أشكاله المئة وتعددت باختلاف مقابر الملوك التي كانت تقدم لها الكحك قرابين واتخذت هذه الأشكال طابعاً هندسياً ونقشت عليها رسوم حيوانات ونباتات أما عن عملية صناعة الكحك نفسها فقد صورت على جدران مقبرة طيبة ومنف في معبد الأقصر حيث نقشت رسوم تشرح كيف كان القدماء يخلطون السمن والعسل والدقيق في أوانٍ تشتعل تحتها النيران حتى يتحول المزيج إلى عجينة ثم يحشون الكحك بالفواكه المجففة لتقديمه مع الجبن الأبيض وزجاجات عسل النحل الخالص بعد ذلك امتدت صناعة الكحك على مدار التاريخ الإسلامي فكانت الدولة الفاطمية تخصص 20 ألف دينار لصنع الكحك في عيد الفطر واستمرت هذه الصناعة في العهد العثماني إذ كانوا يقدمونه للفقراء ورجال الدين في قوالب منقوش عليها عبارة كل واشكر مولاك وهي موجودة حتى اليوم داخل متحف الفن الإسلامي في القاهرة