المستشار خالد السيد يكتب .... الرئيس يكرم المرأة


كلمة الرئيس السيسي في إحتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية ، ودورها في تطور ورقى أي مجتمع، إنما يقاس بدرجة تطوره الثقافي والأخلاقي والمعرفي ، بتطور ثقافة ووعى المرأة ، ومساهمتها الفاعلة في بناء المجتمع وتنميته .
وتلعب المرأة دوراً حيوياً وفعّالاً في بناء المجتمع ، فهي اللّبنة الأساسيّة فيه ، وهي كالبِذرة الّتي تُنتج ثماراً تصلُح بصلاحها وتفسد بفسادها ؛ فلا نغفل دور المرأة في المجتمع ، وإعطائها كامل حقوقها وضمان صون كرامتها ، فهي من تَبني الأجيال لِينهضوا بحضارتهم، ويصنعوا مستقبلاً واعداً لبلادهم ، ومن يشقى ويتعب لِغرس القيم والمبادئ والأخلاق فيهم ، وتحاول جاهدةً أنْ تُؤمّن لهم من سُبُل الحياة بما يضمن مُستقبلاً واعداً ومشرقاً لهم .
كل أمٍّ تطمح إلى أنْ يعيش أبناؤها حياةً أفضل من حياتها، ،فهي أساسُ هذا المجتمع ومن واجبنا أنْ نعتني بها، ولا نقلّل من قيمتها ، فمن دونها فسدت المجتمعات، ولم تكن لِتظهر الفئة العُظمى من المفكّرين، والمبدعين، والقادة؛ فهي التي تَحرص على النّهوض بهم وتوفير سبل الرّاحة والفرص لهم. وقد أعطى ديننا الحنيف للمرأة كافّة حقوقها، ومنحها مكانةً عظيمةً سواءً أكانت أمّاً، أو زوجةً، أو بنتاً، أو أختاً، فلها من الحقوق وما يميزها عن الرجل فقد منح الأمّ الجنّة تحت أقدامها ، وأعطاها من الحسنات ما استحقّت عندما تقوم برعاية بيتها وتهيئته على أحسن وجهٍ، وزوجها عندما تسانده وتقف معه في السّراء والضّراء، وتخفّف عنه عبء وظيفته وتعب يومه، وأولادها الّذين تسعى جاهدةً على تربيتهم تربيةً صالحة.
وبرزت المرأة في عصرنا هذا ولعبت أدواراً عديدة بحاجةٍ إلى قوّةٍ وشجاعةٍ وبأس ، فظهرت المرأة القائدة لبلادها، والمرأة الطّبيبة، والمرأة المعلّمة، وأخذت دوراً حتى في مجالات الحِرف اليدوية الّتي عُرفتْ بأنّها من قوة الرّجال، ولكنّها برعت في كلِّ دورٍ لعبت فيه، وستُبدع أكثر وأكثر إذا آمن المجتمع بها، وأعطاها من الفرص ما أعطى للرّجل، فلها الحقّ في البحث عن ذاتها، وممارسة المهنة الّتي تُناسبها تماماً كحقّ الرّجل.
وقد جاء فخامة الرئيس السيسي ليؤمن لها ذلك الدور الأكبر ويشهد المجتمع على اتاحة الفرصة الكاملة للمرأة في كافة أدوارها ، وتوفير المناخ الملائم والداعم لها، فى ظل حماية اجتماعية مناسبة ، لتشجيع تحولها إلى العمل في القطاعات غير التقليدية التي تحقق فيها طموحاتها مما ينعكس على المجتمع ككل .
وكما يقول الشّاعر حافظ إبراهيم: الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ ، ومن هذا المنطلق نشيد بدور الرئيس وتكريمه للمرأة واشادته بدورها ، فلا يمكن أن تنفصلُ بأيّ حالٍ من الأحوال من كيان المُجتمع الكُلي ، كما أنّها مُكوّنٌ رئيسي للمجتمع بل تتعدّى ذلك لتكون الأهمّ بين كل المكوّنات .
العمل في الجوانب والمجالات التي تبرع فيها المرأة وترغب بها، وأخذ العلم المناسب والكافي الذي يُرشّحها للعمل بكفاءة في هذه المجالات. عمل الأعمال الخيرية وتخصيص جزء من وقتها لذلك ؛ لما للمرأة من امتيازات وقدرات وسماتٍ شخصية ونفسية، مما يسُاعدها على التّعامل مع بعض الحالات التي لا يستطيع الرجل التعامل معها كالحالات التي تخصُّ النّساء وما يتعلق بهنّ من اضطهاد وتعنيف لقدرتها ومهاراتها في الإقناع والتواصل والتأثير واستثارة العواطف ؛ فالمرأة تستطيع أن تتولّى الكثير من المؤسسات والهيئات الرسمية التي تُعنى بالأمور الأسرية والاجتماعية والحقوقية بكفاءة .
كما أن من أدوار المرأة التي تفرضها عليها المسؤولية التي تنبثقُ في نفسها أن تُساند زوجها وتمسك بيده وتشدّ عليها في وقت المصاعب والشدائد ، فقدْ تُعينه في الإنفاق فتعمل ، وهذا مما لا يُعدّ واجباً عليها، إنّما تقوم به رغبةً منها في مساعدة شريكها؛ حيثُ إنّ المرأة هي من تدفعُ الرّجل وتُحفّزه ليخطو للأمام ، ولا ننكر دور المرأة في النهضة العلمية فلها دوراً كبيراً في إعلاء النّهضة العلمية في المُجتمعات؛ حيثُ كان للمرأة حضورٌ واسعٌ في المُجتمع الإسلامي منذُ ظهوره ، فقد كانت بمثابة المُعلِّم والمُتعلِّم، كما كانت تُقصد ليُؤخذ العلم عنها، إضافةً لدورها في الإفتاء والاستشارات، ولم تكن جاهلةً أو جالسةً في بيتها يقتصر دورها داخله فقط ، ويزخرُ التّاريخ الإسلاميّ بالكثير من الأمثلة التي تُبيّن أهمّية دور المرأة في نهضة العلم، كأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والخنساء الأديبة والشّاعرة .
ورغم ما تحقق من تقدم في مسيرة دعم وتمكين المرأة ، فمازال هناك الكثير الذي يصبو إلى تحقيقه فخامة الرئيس حتى يصل بالمرأة إلى مجتمع تسوده العدالة والإنصاف ،يشترك فى بنائه جميع أبنائه ، رجالًا ونساء، بنفس الهمة والإصرار، ولذلك فقد وجه فخامته الحكومة إلى اتخاذ كل ما يلزم من أجل زيادة مشاركة المرأة في الحياة السياسية وصنع القرار ، كما اعتادت المرأة المصرية منذ الحضارات القديمة ، ووضعها في المكانة الأولى بين جميع الحضارات الإنسانية في ذلك الوقت ، من حيث معاملتها وتقديرها للمرأة، واعترافها بإسهاماتها المتعددة في جميع المجالات، سواء فى بناء الأسرة وتماسكها، أو في دورها المجتمعي والتنموي . والتي خلدت نقشا على جدران الآثار الفرعونية، التى باتت دليلا قاطعا، لنا نحن – المصريين - على عراقة أصولنا.. وتحضر علاقاتنا الإنسانية .