مقالات

الدكتور مصطفى الزائدي يكتب.. نص كلمة (هؤلاء هم الأتراك العثمانيون الخونة)

خط أحمر

كذب الجنرال خلوصي أكار، وزير الدفاع التركي، فالأتراك بقوا خمسة قرون في ليبيا في حاميات عسكرية محصنة بأسوار ولم يتجاوزوها في درنة وبنغازي ومصراته وطرابلس!! كانت رؤوس المجاهدين الليبيين الذين قاوموهم تعلق على تلك الأسوار إمعانا في القمع، فلم يكن مرحب بهم على الإطلاق، وأكذوبة أن وفدا ذهب من تاجوراء يستنجد بهم ليست صحيحة، فلم تنشر أي وثيقة تؤيدها، القرصان درغوت وجد في ميناء طرابلس مكانا يحتمي فيه من القراصنة الأوروبيين وجاءها بعد أن تركها الفرسان إلى جربة، ولم تسجل أي معركة بين الأتراك وفرسان القديس يوحنا في طرابلس!!

في الغرب الليبي انتفضت كل القبائل ضدهم وكانت ثورة المحاميد والجواري بقيادة البطل غومة المحمودي من أهم الثورات التي وقعت ضد الدولة الطوارنية في الوطن العربي، لذلك نكل الأتراك بالقبليتين وشردوهم من مناطقهم في سهل الجفارة في عملية تغيير ديموغرافي كبيرة جدا، كما انتفضت قبائل الوسط بقيادة عبد الجليل سيف النصر وفي الشرق لم يهنأ للترك مقام في برقة خارج قصر البركة، وحاولوا فرض سيطرتهم بقمع القبائل وتهجيرها إلى مصر، ومن أهم المذابح التي ارتكبت في الوطن العربي ككل مذبحة الجوازي الشهيرة.

في الحاميات التركية كان الجنود الانكشاريون هم من يدير شؤونها، وفي ولاية طرابلس قبل القرهمانليين وبعدهم كان الجنود ينصبون كل بضعة أشهر والي جديد، وكانت علاقتهم بالباب العالي تبعية صورية لا أكثر ولا أقل، أحمد القرهمانلي انكشاري أيضا لكنه نجح في توريث الولاية لابنه يوسف الذي لم ينجح في توريث عائلته فعاد الجنود يعبثون بالولاية.

كان دور الحاميات التركية محصور في تجارة الرقيق من أفريقيا عبر الصحراء إلى أوروبا، لذلك لم يبنِ أي بناء في ليبيا من شرقها إلى غربها وجنوبها يشهد على مرور خلافة إسلامية مزعومة من هناك!! عدا قلاع يتحصن فيها الجنود وتحوي سجون للمقاومين الذين يرفضون دفع الميري!!

أتوني بعمران واحد بناه الترك حتى في طرابلس القديمة التي بنيت قبلهم واستوطونها جنودهم وقراصنتهم، عدا سراية ولاتهم من القراصنة.

في عام 1912 باع الأتراك ليبيا إلى إيطاليا بمبلغ زهيد من الليرات، وألزم السلطان على منح طرابلس وبرقة الاستقلال خلال ثلاتة أيام فقط لا غير، وفر الضباط الأتراك من حامياتهم في ليبيا ومنهم مصطفى أتاتورك الذي كان ضابطا بحامية درنة، وترك الليبيون العزل يواجهون الحملة الإيطالية الوحشية.

رسالتنا إلى تركي، لن تعود الإمبرطورية الطورانية المتسترة بالإسلام، ولن يتحكم الجنود الأتراك في ليبيا ثانية، ستأكلهم الأسماك وينفقون في صحرائنا التي طوت أحلام إمبراطوريات كثيرة جاءت ثم دفنتها رمال صحرائنا.

ورسالة إلى الشباب الليبي الذي يدفع ثمن العبث منذ 2011 من دمائه ومستقبله، توحدوا على كلمة سواء من أجل ليبيا قوية أمنة مستقلة، وانسوا أحقادكم وضمدوا جراحكم فوالله إنكم جميعا عند العدو واحد.

المجد للوطن

الدكتور مصطفى الزائدي ليبيا تركيا خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر