هل تخيلت يوماً أن يكون لك أجنحة تطير بها وتتنقل وتتجول بسهولة ويسر وتبحث عما تريد ولا يعوقك الزحام وترى الأشياء من أعلى وتستمتع بإستنشاق نسمة الهواء الجميلة وأنت طائر فوق البيوت والعمارات بعيداً عن الكتمة والضوضاء وإزدحام الطرقات، بل و تستطيع مفاجأة أحبابك بالطرق على شباك غرفتهم بدلاً من الباب وتكون أحلى مفاجئة بدون إزعاج للآخرين .

تخيل تلك السعادة والراحة وأنت تتقلب فى الهواء بكل سهولة لن تشعر بتعب قدميك والإحتياج للجلوس .. الطيران سيكسبك مرونة فى الجسم و سرعة فى الهضم و خفة فى الحركة ونشاط وإنجاز وتوفير للوقت سنستغنى عن المواصلات والأنفاق و الطائرات سنستغنى عن السلالم الخشبية التى تقف عليها ربة المنزل للتنظيف والتعليق ستكون الأدوار المرتفعة أغلى ثمناً وإقبالاً ، وستكون المحلات والشركات والسناتر والماركت بالأدوار الأخيرة بدلاً من الأرضية كل شئ سيختلف وستكون قطعاً المتعة بديلاً للتعب..

اللافت للنظر أن الأجنحة فى خيالنا دائماً مرتبطة بالفرح لما حد يفرح قوى يقول أنا هطير من الفرح ، والأجنحة غالباً مرتبطة بالطيبة والحنان نعم لأن الملائكة لها أجنحة وكل الأطفال بفطرتهم الشفافة تمنوا أن تكون لهم أجنحة يطيروا بها رسموها فى كراساتهم و صمموها فى ألعابهم ... الأجنحة فطرة الطيبين جميع الديانات رسمت القديسين ذو أجنحة رمزاً للخير عندهم وفى الإسلام قالت السيدة عائشة أن فى الجنة حصان له أجنحة .. وسيدنا الرسول قال أن جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه فى الجنة له أجنحة.. إذاً هل يوجد إنسان له أجنحة ؟ .

بحثت عن الأجنحة وجدتها حقيقية فى الجنة ، أما فى الدنيا يمكن للإنسان أن يكون له أجنحة إن عاش طيباً معطاءً عطوفاً ودوداً سمحاً.. أيها القارئ كن ذو أجنحة تقابل السيئة بالحسنة وتقابل الحسنة بأحسن منها ولا تنتظر مقابل ولا حتى شكر من أحد.. هؤلاء الطيبون يرحم الله الخلائق فى الدنيا من أجلهم بإيمانهم وإستغفارهم يعيشون بين الناس بحبهم يسعون فى الخير يوصفون بالملائكة يطيرون بأجنحتهم أجنحة الخير وهم فى الجنة برحمة ربهم لهم الأجنحة التى تمنوا أن تكون لهم فى الدنيا