قال المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إن سماء الوطن العربي تشهد اعتبارا من فجر الجمعة وحتى أواخر أغسطس ومطلع سبتمبر مشهداً بديعاً حيث تتألق كوكبة الجوزاء ونجم الشعرى اليمانية على الأفق الشرقي قبل شروق الشمس في واحدة من أجمل المناظر التي ترى بالعين المجردة وتشكل إحدى العلامات الفلكية الدالة على اقتراب التغير الفصلي.

تظهر نجوم الجوزاء قبيل الفجر في هذا الوقت من العام ويمكن تمييزها بسهولة من خلال ثلاثة نجوم لامعة مصطفة في خط مستقيم قصير تعرف بـ حزام الجوزاء.

أسفل هذه النجوم يسطع نجم الشعرى اليمانية – ألمع نجوم السماء – الذي يلقب أحياناً بـ نجم الكلب لكونه جزءاً من كوكبة الكلب الأكبر وعندما يكون منخفضاً في الأفق يبدو وكأنه يتلألأ بألوان متغيرة بين الأحمر والأزرق نتيجة اضطراب الغلاف الجوي.يبدو نجم الشعرى وكأنه يتبع نجوم الجوزاء عبر السماء أثناء الانتقال من ظلمة الليل نحو ضوء الفجر وذلك بسبب دوران الأرض حول محورها.

كانت نجوم الجوزاء ترى منخفضة في الأفق الغربي بعد غروب الشمس خلال شهري مارس وأبريل ثم اختفت خلف الشمس من منظورنا على الأرض في يونيو ومع استمرار حركة الأرض حول الشمس بدأت هذه النجوم بالظهور مجددًا قبل نحو شهر وهي الآن ترتفع أكثر في السماء مع اقتراب الفجر مقارنة بالشهر الماضي.

قريباً ومع حلول الشتاء في النصف الشمالي من الأرض ستصبح الجوزاء ونجم الشعرى مرئية في سماء المساء بعد غروب الشمس.

ومع متابعة هذا المشهد البديع في سماء الفجر ندرك أن حركة الأجرام السماوية ليست مجرد ظاهرة بصرية جذابة بل هي أيضاً تذكير بدقة النظام الكوني وتغير الفصول على كوكبنا. إن تألق كوكبة الجوزاء ونجم الشعرى اليمانية في هذا الوقت من العام يمنحنا فرصة للتأمل في جمال السماء ويوثق لحظة فلكية مميزة ستتكرر سنوياً لكنها في كل مرة تحمل سحراً خاصاً يستحق المشاهدة.