مقالات

الدكتور فتحي الشرقاوي يكتب: لا تتسول مشاعر الحب

خط أحمر

إياك أن تُظهر لأي شخص – قريبًا كان أو غريبًا – أنك في حاجة إلى كلمة طيبة منه، أو تنتظر منه ثناءً تُعلنه أو تلمّح له، إن جاءت منه طواعية وبنقاء نية، فأهلًا بها، أما إن اضطررت لانتزاعها أو التسول بها، فابتعد… لا، بل ارفض تمامًا هذا المسار.

أنت لست بائعًا تروج لذاتك أو تسوّق لوجودك من أراد أن يراك جميلًا سيراك كذلك، حتى وإن لم تكن في أبهى حالاتك، ومن أراد أن يراك سيئًا فلن يمنعه جمالك أو طيبتك من إطلاق حكمه السلبي عليك.

تذكّر دائمًا: أنت لست إعلانًا متحركًا ينتظر تقييم الجمهور، لست سلعة يبحث الناس عن اقتنائها، أنت إنسان له كرامته واعتزازه بنفسه، فلماذا تُرهق نفسك برغبة دائمة في أن يسمعك الآخرون عبارات الإعجاب والتقدير؟

دعهم يقولوا ما يشاءون إن شاؤوا، ودع كلماتهم الطيبة تأتي عفوية إن كانت صادقة، أما إن طلبتها منهم، فما قيمتها؟ وكيف ستشعر إن مدحوك علنًا وهم في داخلهم يخفون غير ذلك؟

في هذه الحالة، تصبح كطفلٍ يرضيه أي تربيتة على الكتف، حتى وإن كانت مزيفة. وإذا كنت دائم الحاجة لسماع كلمات الطمأنينة لتتأكد أنك محبوب أو مقدّر، فاعذرني إن قلت لك إنك ربما تفتقد إلى التوافق مع نفسك، وتعاني من خلل في ثقتك بذاتك.

اسمح لي أن أهمس في أذنك: لا تظن أن استجداءك للإعجاب سيجعلهم يرونك بصورة أجمل، بل العكس تمامًا... قد يجاملوك بكلمات تحفظك من الإحراج، لكن صورتك الحقيقية في أذهانهم ستكون لشخص مهزوز، ضعيف، يسهل التأثير عليه بكلمتين حلوين.

يكفي هذا الحديث اليوم.. فقط تذكّر: احترامك لذاتك لا يجب أن يكون مرهونًا برضا الآخرين.

مجرد خاطرة

الدكتور فتحي الشرقاوي لا تتسول مشاعر الحب خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة