مقالات

الدكتورة هبة عادل تكتب: قبل أن تبدأ الحرب.. علّموا أبناءكم البرمجة والأمن السيبراني

خط أحمر

العالم يتغير.. ولم يعد الصراع فيه بالصواريخ فقط، بل بأزرار يتم الضغط عليها خلف شاشات الحواسيب. اليوم، لا تحتاج أي دولة معادية لإرسال جيوش لاجتياح أراضينا؛ يكفي أن تخترق شبكة كهرباء، أو توقف محطة مياه، أو تزرع فيروسًا في مؤسسة حساسة.

هكذا تبدأ الحروب الآن.. وأبطالها ليسوا فقط الجنود، بل الأطفال الذين تعلموا كيف يكتبون سطر برمجة، أو يصنعون طائرة بدون طيار، أو يؤمنون شبكة رقمية ضد الاختراق.

الأمن القومي يبدأ من الفصول

مع دخول مصر عصر الجمهورية الجديدة، لا بد أن تتحرك وزارة التربية والتعليم لتكون شريكًا رئيسيًا في بناء جيل رقمي قادر على حماية وطنه بأفكاره وعلمه، وليس فقط بقدراته البدنية.

الأمن السيبراني والبرمجة لم يعودا موادًا ترفيهية أو نشاطًا إضافيًا في المدارس — بل ضرورة وطنية، وخط دفاع حقيقي في مواجهة ما يُعرف بـ “حروب الجيل الخامس”.

دول سبقت.. وأبناء ينتصرون

الدول الذكية أدركت هذا مبكرًا، وأدرجت الأمن السيبراني والبرمجة في مدارسها كمواد إجبارية:
• فيتنام تُدرس الأمن السيبراني من المرحلة الثانوية.
• الكويت تبدأ رسميًا في 2025 تعليم الأمن السيبراني وبرمجة Python.
• البرازيل تنفذ برامج قومية شاملة وصل تأثيرها إلى ملايين الطلاب.
• قطر سبقت بخطة وطنية تشمل الأمن السيبراني لجميع المراحل الدراسية.

حتى غانا سبقتنا بمبادرات تعليم البرمجة في مدارسها الابتدائية منذ 2016، بينما فتحت إستونيا مدارسها لمشروعات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي منذ سنوات.

ليس فقط برمجة.. بل صناعة طائرات بدون طيار

البرمجة وحدها لا تكفي. نحتاج أن نُعلّم أبناءنا كيف يصنعون طائرات بدون طيار (درون)، وكيف يبرمجونها للتحليق بدقة، بل وكيف يؤمنونها ضد أي محاولة اختراق.

الدرون اليوم ليست مجرد أداة تصوير.. بل أصبحت سلاحًا في يد من يعرف توجيهها.
ولماذا لا يكون أطفالنا هم من يقودون هذا التطور؟

ماذا نحتاج في مصر؟
إدراج الأمن السيبراني والبرمجة ضمن المناهج من الابتدائي إلى الثانوي.
إنشاء نوادي علمية في المدارس لصناعة الدرون والتكنولوجيا الحديثة.
تنظيم مسابقات قومية لبناء عقول تنافس عالميًا في البرمجة والتكنولوجيا.
تدريب المعلمين وتأهيلهم ليكونوا روادًا في التوعية الرقمية.
تعاون وزاري بين التعليم والاتصالات والدفاع لبناء منظومة أمن قومي رقمي.

رسالة للجهات المعنية

إن تركنا أبناءنا بلا وعي رقمي، فنحن نخسر المعركة قبل أن تبدأ. وإن علمناهم — اليوم وليس غدًا — فسوف نصنع جيلًا قادرًا على صد أي تهديد إلكتروني قبل أن يصل إلينا.

هذه ليست رفاهية، بل واجب وطني. الأطفال اليوم.. هم جنود الغد.

???????? مصر قادرة.. وأبناؤها يستحقون مكانهم في الصفوف الأولى لمعارك المستقبل.

قبل أن تبدأ الحرب.. علّموا أبناءكم البرمجة والأمن السيبراني.
جيلنا القادم هو خط الدفاع الأول في معركة المستقبل.

جيل الأمن الرقمي الأمن القومي الرقمي مصر الرقمية علموا أبناءكم البرمجة خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة