مقالات

هبة عادل تكتب: الشرق الأوسط على الحافة.. من يشعل فتيل الحرب الكبرى؟

خط أحمر

لم يعد السؤال في الشرق الأوسط: هل ستندلع الحرب؟ بل أصبح: متى وأين وكيف ستبدأ؟
المنطقة بأكملها تقف اليوم فوق برميل بارود، وفي الخلفية تتردد أصوات الصواريخ والتهديدات. ومع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وتحركات الميليشيات المسلحة في أكثر من ساحة، بات الشرق الأوسط مهددًا بانفجار لا يُعرف مداه ولا نهايته.

إيران وإسرائيل.. حرب الظلال تتحول إلى مواجهة مكشوفة

لسنوات طويلة، خاضت إيران وإسرائيل حربًا صامتة عبر العمليات الاستخباراتية والهجمات غير المعلنة. لكن اليوم، تحولت هذه الحرب إلى مواجهة علنية:
• إسرائيل نفذت عشرات الغارات الجوية على مواقع إيرانية في سوريا.
• إيران ترد عبر ميليشياتها في اليمن ولبنان والعراق، وتستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
• البحر الأحمر نفسه تحول إلى ساحة حرب بحرية، مع هجمات الحوثيين المتكررة على سفن شحن مرتبطة بإسرائيل.

إسرائيل ترى أن الوجود الإيراني في سوريا تهديد وجودي، بينما تستخدم إيران جبهات اليمن ولبنان كورقة ضغط لإضعاف إسرائيل واستنزافها.

اليمن.. البوابة الخلفية للحرب القادمة

أصبح اليمن جزءًا لا يتجزأ من هذا الصراع. الهجمات الحوثية المدعومة إيرانيًا على السفن الإسرائيلية تؤكد أن إيران قررت توسيع دائرة المواجهة، واستخدام أدواتها في المنطقة لدفع إسرائيل نحو الاستنزاف العسكري والاقتصادي.

مصر.. صراع بين الحذر والجاهزية

وسط هذا التصعيد، مصر تتحرك بمنتهى الدقة والحذر:
• البحر الأحمر هو ممر حيوي للأمن القومي المصري، وتأمين قناة السويس أصبح أولوية قصوى للقيادة المصرية.
• مصر توازن بين التمسك بالحلول السياسية وتكثيف التعاون الاستخباراتي والعسكري مع الشركاء الدوليين لضمان عدم تحول البحر الأحمر إلى “ساحة فوضى” تهدد أمنها القومي بشكل مباشر.
• ومع استمرار التوتر حول سد النهضة، تجد مصر نفسها في معادلة حساسة تتطلب الحفاظ على الجبهة الداخلية مستقرة وسط اشتعال الإقليم.

إلى أين نتجه؟

الشرق الأوسط أمام لحظة اختبار تاريخية. إذا استمر التصعيد بين إيران وإسرائيل، فإن احتمالات المواجهة الكبرى تزداد يومًا بعد يوم. الحرب قد تبدأ من اليمن أو سوريا أو البحر الأحمر، لكن تبعاتها ستطال الجميع.

وسط هذا المشهد، تبدو مصر الدولة الأكثر اتزانًا في خياراتها السياسية والعسكرية، محافظةً على أمنها القومي، دون الانجرار إلى صراعات المحاور المفتوحة.

هبة عادل مقالات خط أحمر الشرق الأوسط خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة