الدكتور أحمد خليل يكتب: صفقة عيدان وفرصة إعمار غزة


من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟، هو جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمركية، ولد في تل أبيب عام 2003 وانتقل طفلا مع عائلته إلى الولايات المتحدة وترعرع في ولاية نيوجيرسي، وبعد حصوله على الثانوية العامة عام 2022 قرر العودة إلى إسرائيل والتحق بجيشها في مهمة على الحدود مع قطاع غزة، وهناك وقع أسيرا لدى المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكشف الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، المفرج عنه مؤخراً من أسر حركة "حماس" في قطاع غزة، عن تفاصيل جديدة عن ظروف احتجازه داخل الأنفاق، وقال لعائلته إنه كان محتجزاً إلى جانب شخصيات بارزة في حماس، أهمها رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل في رفح، بالفعل فإن إنهاء صفقة الرهينة الإسرائيلى الأمريكى عيدان ألكسندر، سيشكل ضغطا على ذوى الأسرى الإسرائيليين وسيشعرون بخيبة أمل من قيادتهم والطبقة الحاكمة وسيشعر الشارع الإسرائيلى لاسيما الطبقة العلمانية والليبرالية بأن ما حدث هو خدش للعقد الغليظ ما بين الطبقة الحاكمة والعسكريين من جهة وما بين المواطن الإسرائيلى، ويرى محللون أنه عندما تكون هناك مفاوضات بين حركة ودولة أخرى بعيدا عن المحتل فهى تعد إهانة لإسرائيل والطبقة الحاكمة وستترك حالة من اليأس والإحباط على المواطن والشارع الإسرائيلى، علماً أن التوتر والاختلاف بين ترامب ونتنياهو متوافر، لأن الأخير لم يقرأ ترامب جيدا فهو انجرف إلى الصهيونية الدينية وبدأ يفكر من قلب التوراة، على الرغم من ذلك، تواصل مصر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، شريكيها في الوساطة، بذل الجهود المكثفة لوقف إطلاق النار، مما أسفر مؤخرًا عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي "عيدان ألكسندر"، حيث أنها تعد بادرة مشجعة للعودة إلى طاولة المفاوضات، وتعطي دفعة لجهود الوساطة التي تضطلع بها مصر وقطر والولايات المتحدة، وللمضي قدمًا نحو تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام في المنطقة، وهذا الأمر جاء ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة للفلسطينيين في قطاع غزة، وأكدت حركة حماس استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار، ويبقى السؤال الذى يفرض نفسه: ماذا حصلت حماس مقابل إطلاق سراح المحتجز عيدان ألكسندر؟، هل المقابل فقط وقف إطلاق النار لعدة أيام؟ أم إدخال مساعدات إنسانية هى الأهم فى هذه المرحلة؟ وربما تقصد حماس إظهار إرادتها فى إنجاز صفقات فى مقابل أن نتنياهو يضع العراقيل لذلك ويتنصل من التعهدات والإتفاقيات ويستهدف إعادة العدوان على قطاع غزة، مع ملاحظة أنه قامت الدنيا ولم تقعد من أجل جندي وأطفال غزة ونساؤها وشبابها يبادون ولا احد يهمه الأمر للأسف فى المجتمع الدولى، هذا ما ستكشفه الأحداث فى الأيام القادمة، وللحديث بقية إن شاء الله.