دخلت مكتبي في بداية العقد الثالث من عمرها عيناها مملؤتان بالدموع يظهر علي ملامحهاعلامات الإعياء تمسك بيدها هاتف محمول تطيل النظر إليه وكلمانظرت اليه زاد بكاؤها .. سألتها ماذا تريدين ؟ .. قالت اتنظر زوجي لنكمل إجراءات الطلاق فقلت لها هل تسمحين لي بمعرفة أسباب الطلاق حتي أستطيع ان احاول حل المشاكل التي بينكم قالت ماحدث ليس له حل سوا الطلاق فسألتها هل لديكما اولاد قالت نعم لدينا ولدان وانا حامل في الشهر الثامن فقلت لها وما الذيي جعلكي مصممة علي الطلاق ؟ ..قالت اكتشفت خيانته لي هو وشقيقتي عن طريق رسائل الواتس أب .

لم استطع الرد عليها للحظات ولكن مالفت نظري واستوقفني هو تكرار هذه الحالات علي فترات قريبة خلال السنوات القليلة الماضية مع اختلاف في بعض التفاصيل ولكن تشير ادلة الإتهام إلي متهم رئيسي آلا وهو وسائل التواصل الإجتماعي ، سواء عن طريق الفيس بوك او الواتس او غيرها من الوسائل التي اصبحت منتشرة في بيوتنا التي اصبحت تنتهك البيوت والحرمات وتظهر ادق الإسرار الزوجية والتي قد يبحث من خلالها كل طرف عما يفتقده في حياته الزوجية ويعيش مع هذا المجتمع الوهمي الذي يرتدي فيه الشخص الواحد اقنعة مختلفة ومزيفة تتبدل فيها الحقائق ويباع فيها الوهم فهو سلاح ذو حدين قد يستخدمه البعض للتواصل والتعلم واكتساب خبرات عديدة والاطلاع علي المجتمعات الاخري والتنقل بين دول العالم وانت جالس بمنزلك امام الهاتف المحمول والتعرف علي ثقافات مختلفة وقد ينشغل به كل طرف عن الطرف الاخر او ينشغل عن مهامه او يستخدمه البعض لعلاقات شاذة او محرمة اوماشابه ذلك.

لذا عزيزي القارئ لاتترك نفسك لهذا العالم الوهمي واهتم بشريك حياتك وامنحه مايريد من عاطفة ولا تبخل عليه بمشاعرك ، وربي اولادك علي مراعية الله والخوف منه سرا وعلانية وازرع فيهم الايمان و حب الخير ولا تتركهم فريسة للسوشيال ميديا ....