مقالات

أميرة عبيد .. تكتب ” الظلم ليس له فؤاد ”

أميرة عبيد
أميرة عبيد

البعض يصف الظلم بأنه الجور وأخذ الحق من صاحبه، والبعض يراه مرضاً يصيب القلب ويملأه بالقسوة ويعطل معرفته بالرحمة، كما يصف الأخرون المعاملة السيئة والعنف، والتعسّف،بأنهم أحد أنواع الظلم المعطلة للعدالة.

للظلم أيضاً شكال أخري من بينها : هضم حقوق الآخرين، وإعطاؤها لغير مستحقّيها، والإدلاء بشهادة الزور سعياً وراء كسب دنيوي زهيد، أو إرضاءً لنَزاعات مُعيّنة، والعديد من الأشكال الأخرى.

قد يُمارس الظلم من قبل الأفراد، والجماعات على حدٍّ سواء ومن أشكال الظلم ظلم العبد لنفسه ،وإسقاط حق النفس وعدم الاعتناء بها ، وفعل المحرمات واتّباع الشهوات، وإعلاء حب النفس على حب الله ، وهذا الظلم يجلب للعبد الهلاك، وغضب الله في الدنيا والآخرة .

ومن أنواع الظلمٌ ظلم العباد: ويكون هذا الظلم بأخذ حق أحد المخلوقات ؛ سواء كان إنساناً، أو حيواناً، أو نباتاً، بغير وجه حق مما يؤذيه، وهذا النوع من الظلم لا يُغفر إلا بطلب الظالم العفو من المولي عز وجل وممن ظلمه ، ثم إعادة الحق إلى صاحبه، وإلا كان عقاب الظالم عظيماً في الدنيا والآخرة ؛ وذلك تحقيقاً ، لقوله عز وجل في الحديث القدسي مخاطباً المظلوم : (وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين) .

وعد الله تعالى المظلوم بأن ينصره ويأخذ له حقه ممن ظلمه؛ حتى وإن كان كافراً، فيعاقب الله الظالم على ظلمه في الدنيا؛ فيغضب عليه، ويأخذ منه حق من ظلمه، ويجازيه من جنس عمله، ويستجيب للمظلوم دعوته عليه؛ فلا ترد للمظلوم دعوة، وليس بين الله وبين عبده حجاب ، وفي الآخرة ينقص من حسناته بقدر ما ظلم ويعطى للمظلوم ، وإذا انتهت حسناته أخذ من سيئات المظلوم وزود الظالم سيئات على سيّئاته بقدر ما ظلم .

وأخيراً علينا أن نتذكر أن الله يمهل ولا يهمل وسيقع عقابه لا محالة ما لم يستغفر ويتوب ، ويطلب العفو من المولي عز وجل وممن ظلم، ويعيد له حقه بقدر ما يستطيع وانه ليس للظلم فؤاد يشعر به إنما له يد تبطش وتصيب وتقهر .

قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة