مقالات

سارة درغام تكتب.. ابتسامات عند ذكراهم

خط أحمر

عندما كنت في التاسعة من عمري تقريباً أتذكر أول خيبة تلقيتها وكيف قضيت الليلة وأنا أبكي في صمت من صديقة كانت معيّ في المدرسة، لم أدري لماذا قررت في وقتها إنهاء صدقاتنا، أن تنسى ضحكاتنا سوياً وحديثنا الصباحي قبل أن يقرع الجرس، وغضبنا عندما تقرر المعلمة أن تجلس كل منا بعيدة عن الأخرى، ومن بعدها تلقيت الكثير من الخيبات.

ولكن كيف على شخص أن يستيقظ و يقرر أن يبتعد فجأة.. أن ينهي علاقة مهما كانت.. حب، أو صداقة، أي شيء كان.. يقرر أن ينسى كل شيء بلحظة أن يمشي ولا يلتفت خلفه، يتركوننا وحدنا مع الذكريات.. هذه الذكريات التي نحملها بداخلنا على مَّر السنين.

أخبرتني أمي في أول يوم مدرسة أن أحسن اختيار الصديقة التي ستظل معي للأبد، والتي ستتزوج ابنتي المستقبلية ابنها يوماً.. ولكنني وجدت في نهاية كل عام صديقة مختلفة عن التي سبقت، فلم تبقَ واحدة منهم فكلهن رحلن وانشغلن بأخريات وانشغلت أنا أيضاً.. ولن تتزوج بنتي ابنها.

ويستمر الحال حتى الآن، فيأتي من تتعلق بهم أرواحنا قبل أجسادنا، ويرحلون ويتركوننا وحدنا نداوي آلام رحيلهم.

ولكنني كنت دائماً أنا من اتمسك بالأشخاص وأتشبث بهم حتى لا ينسحبوا.. خوفاً من فراقهم وخوفاً من أن أكون وحيدة، ومع مرور الأيام أدركت أن كل شخص يأتي في حياتنا ما هو إلا رسول.. باعث برسالة أو درس وعندما ينهي رسالته يرحل!

بالفعل إن هذا الفراق كان قد يكون موجعاً مع الذكريات التى تركت فراغ كبير بداخلنا وأنهكت روحنا والابتسامات تحولت لآلام في ليلٍ أسود بارد.

ولكن كل شيء مع مرور الأيام يصبح عادي.. ولكن الآلام تعود لتتحول لابتسامات عند ذكراهم.

سارة درغام ابتسامات عند ذكراهم خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر