مقالات

عبير سليمان تكتب.. شيوخ كراهية الآخر يُعزلوا لا يُتركوا

خط أحمر

مؤخرا خرج علينا خبر يطنطن بأن هناك عودة لشخصية تدعى بالدينية الداعية للدين الإسلامى والتي لها مريدين حيث تم عزلها كما يقال عن مخاطبة الناس والدعوة باسم الإسلام.. ولكن مؤخرا سمعنا أن عودتهم لمساحتهم تم إقراراها من الأوقاف.. هذا الخبر الذى أثار داخل الذاكرة كافة ملامح الكراهية التى كان يتم رسمها بيد هذه الشخصية وغيرها.

هذا التشدد والمغالاة والخطاب الملفح بالعنصرية والفوقية كان هو البطل على ساحتهم الخطابية بلا شك.. ولأننا تخلصنا من هذه المشاهد منذ فترة أو على الأقل قل الصخب حولهم إلا إنى أثق أنهم لم يتوقفوا.. ولكن مجرد حجب تصريحاتهم ودعواتهم العنصرية فهذا كان بادرة خير.

أما اليوم بعودة أبواق داخل ساحات مجددا.. لا يمكن أن يحتلنا سوى الخوف والحزن لعودة شخصيات قد تحدث فى المستقبل شق لصفوف الإنسانية داخل مجتمعنا المصري صاحب النسيج الواحد والتدين الوسطى غير المتشدد والذى يحترم بدوره حرية الاعتقاد والتدين.. وما يجعلنى أنا وغيرى اتعجب أن  فى أي مكان فى العالم إذا تحدث فرد بعنصرية تجاه الآخر  يعاقب بالعزل وربما أكثر.. ولا يمكن أبدا ان يُعطى له مساحات أكبر مجددا لتصنع قاعدة مريدين تتبنى هذا الفكر المعادى للآخر.. فلا معنى لتوسيع رقعات هؤلاء من يتخذوا من التعصب والتشدد منهج لاصطياد واستقطاب كل من له فى نفسه نقطة ضعف.. واللعب على أوتار عاطفة التدين ورغبة القرب من الله التي هي في الأغلب تكمن داخل أغلب أفراد المجتمع .. واستغلال ذلك وتطويعه لصناعة توجه عام كاره للآخر تحت مظلة مضلله تدعى الصلاح وهى فى باطنها كراهية متحركة ارهقتنا إلى الآن ولم نخرج منها بعد.

وهنا لا أستطيع أن أمنع تعجب يقفز فى رأسي لا ترجمة كتابيا إليكم وهو.. أليس لنا بأن نلتقط أنفاسنا ونفكر فعليا فى غسل العقول والضمائر والقلوب ونتخلص من أفكار أخذت مصر في مناحى ما أنزل الله بها من سلطان !! ألم يحن الأوان بعد !! ..فبدلا من وضع خطة  تجديد للخطاب الدينى على المستوى التنمية والتربية والتعليم والإعلام.. بدلا من ذلك نشهد هذه العودة لبعض الشخصيات التى ارهقتنا لغة خطابهم وأفكارهم!!

ما هو نفوذهم الذى يجعلهم كفرض عين علينا !! ..لنراهم يكفرون ويمنعون ويبيحون ...

ألم ينزل الله علينا رحمته بعد لنشهد حياة أكثر تحضرا وعصرية ليست بها سيولة فى الدعوة الدينية التى تلفحت بأهداف سياسية كانت أدواتها وجنودها احتلال عقول المجتمع بأفكار كارهة مضللة.. ندق بكلمتنا هنا جرس الأنذار حتى لا تدور مرة أخرى الأزمنة.. حفظ الله مصر وشعبها.

عبير سليمان شيوخ كراهية الآخر يُعزلوا لا يُتركوا خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر