مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب.. الحفاظ على التاريخ

خط أحمر

تاريخ وآثار كل أمة هو جواز سفرها وبطاقة تعريفها بين الأمم ومصر والحمد لله قد حباها الله بثلث آثار العالم وقامت على ضفافها أعرق وأقدم الحضارات وشهد ترابها توافد العديد من الرسل والأنبياء والحضارات ونشأ على ثراها أدباء ومفكرون وعباقرة أثروا تاريخها وتاريخ الأمم على مر العصور ولكن يبرز دائما سؤالا هاما لماذا لا تحافظ مصر على آثارها وتراثها ومبانيها التاريخية وكيف تحافظ دولة ذات اقتصاد مرهق على آثارها وكيف تنفق الأموال لصيانتها من منطلق ترتيب الأولويات؟ وكيف نحول تلك الآثار من عبء مادي إلى مركز ربح.

 دعوني أنقل لكم بعض تجارب البلدان الأخرى التى لا تضاهينا عراقة أو تاريخا فى كيفية حفاظها على مبانيها التاريخية والأثرية فتعمد بعض الدول لتشجيع المحافظة على مبانيها وآثارها أولا بتسجيلها بكافة الطرق الهندسية والفوتوغرافية والرقمية الحديثة ومن ثم تحفز مواطنيها بطرق عديدة منها على سبيل المثال إعفاء أصحاب المبانى الأثرية من الضرائب نظير صيانتها والحفاظ عليها.

كما تقوم بدراسات تحويل بعضها إلى متاحف وبعضها إلى مبان حديثة مع الحفاظ على واجهاتها الخارجية مع إجراء تجديد وتحديث للمبانى من الداخل حتى يمكن استخدامها للسكن أو المكاتب أو تحويلها لفنادق وذلك بضخ استثمارات مع أصحاب العقارات ومشاركتهم فى العائد وبعض الدول تمنح أصحاب المبانى الأثرية ذات طابق أو اثنين والموجودة فى مناطق مسموح فيها بارتفاعات عالية حق استغلال وبناء الفراغ أعلى المباني الأثرية فى مناطق أخرى كتعويض لهم عن أى خسائر مادية يتكبدونها نظير الحفاظ على ارتفاع المبانى الأثرية المحدود.

كما تشجع الدول الجمعيات الأهلية للتبرع للحفاظ على تلك المبانى الأثرية مع احتساب تبرعات الأفراد لتلك الجمعيات خصما من وعائهم الضريبى ناهيك عن إعلاء ثقافة الحفاظ على الآثار فى المناهج التعليمية وتوعية النشأ عن أهمية تاريخهم والحفاظ عليه وأتمنى أن يدرس المسئولين تطبيق بعض تلك المزايا للحفاظ على ما تبقى من مبان تاريخية بدلا من هدمها لإقامة غابات خرسانية قبيحة خاصة مع تبنى الدولة للمبانى الزجاجية والتى لا تمت لثقافتنا بصلة عموما وددت نقل خبراتى فى الحفاظ على الآثار والمبانى الأثرية لعل هناك من يقرأ ويستفيد.

المهندس السيد طوبا الحفاظ على التاريخ خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر