محمد زناته .. يكتب .. كن لها رجلاً


إننا في زمن يوضع علي عاتق الرجل بذل اقصي ما لديه لكي يستحق المكانه التي وضعه فيها المجتمع.
وقد انتشرت في الاونه الاخيره في المجتمع بعض المفاهيم التي تحث المرأة و تنمي بداخلها فكره الاستغناء عن الرجل ، و أن وجوده في الحياه لا يوثر علي وجود المرأة و نجاحها، وانها يجب عليها إشباع مشاعرها ذاتيا و لا تنتظر الاهتمام من احد حتي و لو كان زوجها،والاعتماد علي نفسها في توفير كل احتياجاتها و القيام بها و الحصول علي المال بنفسها.
ولكن من وجهه نظري أن لم تحصل المرأة علي الاهتمام و الحماية و الرعاية والمشاعر العاطفيه و الاحتواء والشعور بالذات من زوجها، فلماذا تريد الرجل في حياتها ؟
و أيضا اذا لم يحصل الرجل علي الاهتمام و المشاعر العاطفيه و شعوره باهميته في حياة زوجته، فلماذا يريد المرأة في حياته؟
فيجب علينا جميعا ان نتفهم ان العلاقه بين الرجل و المرأة تتعدي بكثير علاقه الفراش،فهي ليست كافيه لتحقيق واشباع كل شيء يتطلبه الطرف الاخر، فالامر أكثر من ذلك بكثير جدا.
و لكن بعيدا عن كل ذلك يجب الاتفاق أن العلاقه بين الرجل و المرأة علاقه متبادلة تبني علي العطاء.
فأن ترويج مثل هذه الفكره بقدرة المرأة علي توفير كل شئ لحياتها و توفير احتياجاتها بنفسها يضر بالمرأة أكثر من الرجل ، فيبني اعتقادنا لدي الرجل بأنه غير ملزم بتقديم أي شيء لشريكة حياته لانها قادره علي توفير كل احتياجاتها لنفسها، فتكون النتيجه هي اهمال الرجل لزوجته و أيضا عدم شعور المرأة بقيمة زوجها.
لذلك يجب أن يعلم الرجل أنه في مجتمع يفرض عليه الكثير من المسؤوليات التي يجب عليه بذل أكثر ما لديه من مجهود للوصول الي تلك المكانه.
واني اري ان طبيعيه المرأة البشريه لا ترفض أن يحتل الرجل مكانة " سي السيد " و لا يزعجها ذلك ،و لكن يجب أن يكون علي القدر الكافي من تحمل المسئولية المعنوية و المادية التي تجعله ينال تلك المكانه.
و البعض يري أن العامل الاساسي في الوصول الي ذلك الاستقرار علي الرجل، و البعض يري انه علي المرأة ، ويعمل كل منهما علي لصق الاتهامات بالاخر.
و قد يتفق معي الكثير أن المسئولية مشتركه بين الرجل و المرأة فيجب أن يعلم و يتعلم كل منهما ما يعرف بطريقة التفاهم و النقاش من أجل الوصول الي حل مرضي للطرفين و عدم انفراد اي منهما في اتخاذ اي من القرارات في الحياة المشتركه بدون شريك حياته.
فالمرأة لا تريد من الرجل الا ان يكون شهماً طيبا كريماً مجتهداً صبوراً مستعداً لحمايتها و توفير الامان العاطفي والمادي لها _ سند و ظهر لها _ و أيضا علي عاتق المرأة أن تجعل من بيتها جذاباً لزوجها يشتاق الي العوده اليه و الاهتمام به و احتوائه.
فيجب علينا جميعا تسخير كل جهودنا في بث الوعي لدي الرجل و المرأة في بذل كل منهما جهودهما في اسعاد الطرف الاخر.
فالحياة محبه و عطف و احتواء متبادل من الطرفين و لا يجب أن لا يمثل اياً منهما عائق في نجاح الاخر.