مقالات

الدكتور إبراهيم المدني يكتب.. الإنسان أم البنيان

خط أحمر

لمن نبني ونعمر ونعلو بالعمران هل لأغراض الاستثمار العقاري فقط  وما يدره من دخل ثابت شبه مضمون ومستمر، أم لحل مشاكل الإسكان المتراكمة في مجتمع ينمو بما يعادل مليونين ونصف مولوداً  سنوياً بحجم دولتين في الخليج العربي، وهل الإنشاءات المعمارية والتخطيطية المقدمة الآن في مصر هي أفضل الحلول المتاحة والمناسبة للعصر؟  تساؤلات كثيرة لا تغفل الجهود الجبارة المبذولة فعلياً من الدولة الآن في سبيل حل مشاكل متراكمة لها جذور عميقة جدا من سنوات سابقة تم فيها إهمال بناء الإنسان أولاً وبالتوازي معه البنيان والعمران.

في ظل نشاط كبير ومجهود جبار وسباق مع الزمن لبناء وحدات سكنية بأعداد كبيرة لحل مشاكل العشوائيات والمناطق الخطرة تظهر على الساحة عمارات سكنية بنفس النمط والتصميم  القديم، من تقارب الوحدات السكنية وارتفاع الأدوار وأساليب ومواد البناء والتشطيب، كيف لا يتم الاستفادة من علوم حديثة سواء إنسانية أو معمارية أو عمرانية لحل مشاكل واقعية نراها يوميا في حياتنا العملية؟؟

هذه بداية سلسلة من المقالات سوف تتحدث عن بناء الإنسان مع العمران، البشر مع الحجر،  وكيف أن العمران بمفهوم ابن خلدون  يمكن ان يشارك في منظومة تكوين إنسان سوي نفسياً منضبط أخلاقياً منظم إدارياً وخلوق إنسانياً.

فقط سنعرض مجموعة من العناوين والتساؤلات المختصرة لعل الحوار حولها يصل بنا لمجموعة من الحلول العملية والعلمية والبيئية والإنسانيىة لتحقيق جودة الحياة والهدف هو سعادة الإنسان أولا واخيراً.

هل هناك مواد بناء أخرى غير الخرسانة والحديد للبناء تصلح كحل عملي اقتصادي لبناء ملايين الوحدات السكنية؟

هل من خلال التخطيط العمراني والتنسيق الحدائقي يمكن تطوير بيئة الإسكان وتحقيق الراحة النفسية للإنسان ؟

هل وجود أنشطة مجتمعية ورياضية وثقافية بشكل وتخطيط حضاري مناسب واقتصادي يساعد في تطوير انتمكائ الإنسان لوطنه ولمجتمعه والمحيطين به.

هل عنصر الاقتصاد فقط هو الحاكم في تطوير العمران وبالتالي الإنسان أم أنها مجموعة متكاملة من المؤثرات الثقافية والمجتمعية والسياسية ومن خلالها التعليم والصحة ومرة ثانية وثالثة سعادة الإنسان.

هل هوية الشعب المصري من خلال تاريخ قديم طويل ملئ بالانجازات والنجاحات والاحباطات قد تغيرت بسبب الضغوط الاقتصادية المتراكمة وأنماط السكن العشوائي المتراكم، ومن خلال ملايين مخالفات البناء المنتشرة في كل مكان ؟

تساؤلات ربما ننجح معا في البحث عن إجاباتها العملية والعلمية استلهاماً من شخصية شعب قديم ضارب في التاريخ بين فرعونية ويونانية رومانية مسيحية إسلامية عربية إفريقية  متوسطية  تمتد بجذورها الجغرافية لأفريقيا جنوباً وتمتد بجناحيها عربياً شرقاً وغرباً وتشرئب برأسها خلال المتوسط وأوروبا شمالاً فتضيف للبشرية والحضارة الإنسانية الكثير من الإنجازات والنجاحات وتنتصر عبر الزمن على العديد من الإخفاقات والاحباطات وصولا لاستمرار مسيرة التاريخ المزدهر بإذن الله لشعب يستحق النمو والنجاح والسعادة.

إبراهيم المدني الإنسان أم البنيان خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر