الدكتورة أشجان نبيل تكتب ... أشباح الواقع !!


أصبحنا في الأونة الاخيرة نشعر بحالة من الضيق والتأفف من تأكل لكلمات وموروثات تربينا عليها جميعاً وهي (العادات والتقاليد)...أين ذهبت ولماذا تأكلت ؟.
نشعر كأننا تعرضنا لعوامل تعرية الزمن وفجأة ،ارتبط المشهد في أذهاننا بممارسات الأجيال الحديثة كأنهم أصبحوا احتلالاً خارجيا في المجتمع ، وتبدل الحال من عادات وتقاليد الي عاهات وتقاليع ، وخرج علينا المفسرين والمحللين بثورة فكرية في الظاهر ولكن هشه المضمون في الباطن .، ممن ينتهجون سياسة التنظير لا التغير من الاعتراض والتذمر علي ثقافة وأساليب الأجيال الجديدة ، ولكن وكالعادة تمسكنا بالنتيجة وتركنا الأسباب الحقيقيه لحدوث هذة المشكله والتي أصبحت مهزله وخطر حقيقي يهدد كل المجتمع ، وتناسينا أن هذة الأجيال هم أبناءنا ونحن من أنجبناهم ،تناسينا أنهم ضحيه حقيقه وبكل المقايس ـ ضحيه الجهل وعدم الحوار والتكنولوجيا واختلاف العصر والثقافات والأهمال الأُسَري
دعونا نعترف بالحقيقه أننا السبب الرئيسي في الوصول لهذة الازمة
* تركناهم فريسه سهله لكل هذة المتغيرات الرهيبة والغريبه .
* تركناهم للإنترنت والعالم الخارجي دون أن نزرع فيهم الأساس الصحيح .
* تركناهم لأغاني المهرجانات والدراما السطحيه والسينما الهشه تشكل افكارهم .
* تركناهم لأصدقائهم وانغمسنا نحن في البحث عن المادة لتوفير العيشه الكريمه لهم .،وتناسينا ان أبنائنا هم أهم استثمار في حياتنا .
* فشل وخلل مركب الأمومة بشكل غير مسبوق في الأسرة
* تملك منا الجهل نحن كأهالي فلم يعد لدينا القدرة علي فهم حجم التطور الذين يعيشون فيه .
* تفرقنا في البيوت وانعزل كل شخص مع نفسه ومع التكنولوجيا .
* فقدنا روح الحوار معهم وازدادت بينا وبينهم الفجوة الفكريه والنفسية .
* لم ندرك قدراتهم وطاقتهم المكبوتة والتي كان يمكن استغلالها بشكل أفضل .
* لم نؤمن بأحلامهم ولا بأفكارهم ،وكانت النتيجة استقطابهم للأسواء .
*تركناهم فريسه سهله للعاهات الفكريه ،وضحية مستسلمة للتقاليع الزمنيه
قبل أن نمثل أنفسنا جلادين وحكامٍ عليهم علينا ان نواجهة أنفسنا بحقيقه جهلنا في التعامل معهم ...علينا ان نجتهد وبأسرع وقت بان نحاول تقريب الفجوة النفسيه والفكرية فيما بيننا وبينهم ونفتح حواراً من نطاق الأسرة وحتي حوار الدوله ومؤسساتها مع هذة الأجيال بإستغلال طاقاتهم وأستيعاب احلامهم .
نتمني من المجلس القومي للمرأة ومجلس الطفولة والأمومة أن يتقي الله فينا وينظر لمركب المرأة المصريه بعين الرحمة والتركيز ... نرجوكم ترك مكاتبكم والتكييفات ، واعملوا علي ارض الواقع من خلال تطوير وتاهيل الاسرة المصريه وبالأخص المرأة ، فأصبح لدينا امهات لقباً ولكنهم أشباح فالواقع ... أرجوكم أفيقوا من الغفلة ، حتي لا نستيقظ يوماً علي كابوس تأكل الأنتماء منهم للأسرة والوطن .