المهندس السيد طوبا يكتب ... خبير استراتيجى


تتحفنا النشرات الاخبارية والبرامج الحوارية باستضافة ما يسمى بالخبير الاستراتيجى وتعريف الاستراتيجية هى التخطيط لما قبل الحرب وادارتها أثناء الحرب لتحقيق أعلى مكسب بأقل خسائر وعليه فمن المفترض أن من يتم استضافته كخبير استراتيجى أن يكون رجلا عسكريا ذا خبرة طويلة فى الحروب .
لكن ما يحدث ونشاهده خلاف ذلك فكل من كان له خبرة فى أى مجال يطلق عليه خبير استراتيجى واذا تم التجاوز عن فنون الحرب وامتداد التعريف الى شئون الدولة ومع تشعب العلوم وكثرة التخصصات فلا يجوز استضافة خبير استراتيجى للتحدث باسهاب واستفاضة فى مجالات عديدة وتحليل أحداثا تقع فى دول أخرى باختلاف ثقافاتها وعلاقاتها الدولية ومصالحها وبعد هوجة يناير وثورة يونيو تم ابتكار مصطلحات جديدة كالناشط السياسى والناشط الحقوقى والخبير الاستراتيجى واتضح فيما بعد أن معظمهم دخلاء على المهنة . وادعاء معظمهم العلم ببواطن الامور وخفايا السياسة ودبيب النمل ووشوشة ترامب فى أذن كيم ايل سونج هو درب من الخداع .
أتمنى على معدى البرامج التدقيق فيمن يتم استضافتهم وطبعا يذكر الجميع الاعلامى الشهير الذى استضاف أحد كبار المسئولين بالبرلمان للتعليق على ترشيح أحد الاسماء لوزارة النقل وأفتى صاحبنا ورغى وأزبد عن خبرات المرشح وسيرته الذاتية ثم اتضح أن الاسم لاحد المتوفين وكان دعابة سمجة من أحدهم لكشف زيف الخبراء اياهم .
ذكرنى ذلك بقصة صاحب المزرعة الذى أقام سورا عاليا من السلك الشائك للفصل بين الثيران والبقر وجاء ذلك الثور الشاب وشعر برغبة قوية لعبور الطرف الآخر ولم يدر ما الطريقة فذهب الى ثور عجوز يجلس بعيدا يبدو عليه الوقار والخبرة وسأله فاعتدل العجوز فى جلسته وقال للشاب عليك بالابتعاد عن السور بمسافة مائة متر ثم تجرى بسرعة ثمانين كيلومتر فى الساعة وقبل السور بخمسة عشر مترا تقفز وبزاوية سبعة وستون درجة من الارض فتعبر وتقضى حاجتك وتعود بنفس الطريقة هنا ساله الشاب لو اننى أخطأت فى سرعة الجرى أو زاوية القفز فربما أفقد أعضائى فى السلك الشائك فابتسم العجوز وقال له وقتها ستجلس بجوارى وتصبح خبيرا استراتيجيا