أمى ما هذا الشعور الذى يعترينى، أهو ما يسمى بالحنين، وما هو الحنين أمشتق هو من كلمة الحنان، هل ربط عقلى وقلبى الكلمتان بك فبغيابك تلاشت حروف كلمة الحنان وبتذكرك يفتك الحنين بقلبى نعم إنها معركة ضارية أنا انهزمت فيها هزيمة نكراء بكل ما تحمله الكلمات من معانى، أنا لا أرى نعم، فقد أصابنى عمى من نوع فريد يلازم أى بريق فلا يخترقنى كان الظلام بلونه الأسود اكتنف ارجاء حياتى.

أمى أمى لماذا لا أتنفس ولا أرى ولا أضحك ولا اطمئن كيف لهذه العجوز الهزيلة مرتعشة اليدين أن تكون مصدر قوتى الأكبر أن تكون مصباح نور وجسر عبور وعين حارسة، أمى أمى هناك أسرار كثيرة وأحداث مريرة أريد أن أسرها إليك.

أنادى عليك فى كل ليله فيأتى النهار فأظل أنادى منذ متى وأنتى تسمعينى ولا يحركك قلبك للرد على، أنا منالك المدلله أنا منالك سفيرة الجمال على كوكب الأرض فى عينيكى أنا منالك التى ماتت لحظة موتك ولكنك دفنتى فى التراب وظلت هى فوقه فقط لتتجرع كاس الحزن شديد المرارة طوعا ورضا ليس بيدى يا غاليتى أن أتركك تمضين فى طريق مجهول فهو قضاء من لا راد لقضائه أمى يا ريحانة قلبى يا ابنتى وأختى وصديقة طفولتى وشريكة كل ثانية فى حياتى أمى افتقدك افتقاد تعجز عن التعبير عنه كل أبجديات اللغة ، أصلى وحدى وأصوم وحدى لا انتبه ولا ينتبه أى كان لميعاد إفطارى.