عبير سليمان تكتب ...زواج العزاب


نسعد عندما نتزوج او يتزوج ابناءنا و احباءنا و اصدقاءنا ، فالزواج عندنا يعنى الاستقرار وبناء الاسرة و كيانها الذى بدوره يعد حجر من احجار اساس المجتمع .
هكذا تعلمنا و اعتدنا دون النظر لتفاصيل ثبات و رسو هذا الكيان ، فبمجرد بلوغ الزواج كيانه الأسرى المتامسك تبدأ البلورة المرضية التى تحوله من منظومة مقدسة الى لغز و سر مدفون فى غرف النوم المغلقة ليخرج علينا ( الزواج الصامت ) والزوج او الزوجة العزاب او الطلاق السرى غير المعلن ، وذلك بهدف الاحتيال على مجتمع بارك الزواج فقط دون تأسيس لقوامة و رجولة و قدرة الرجل الذى هو فى المستقبل سيكون الزوج و الاب ، و دون بلوغ .
ولعل التأكد من قدارات و امكانيات واثقال خبرات الفتاة المقبلة على الزواج و التى هى بدورها الزوجة و الأم فى المستقبل ..لنفيق على واقع مجتمعى ينهش الإنسانية و لا يحل .. و يكون الضحية الزوج العازب او الزوجة العزباء اللذان يبقوا على مؤسسة الزواج لارضاء المجتمع و تلافى النهش لهم و لاولادهم ...
و هنا بلا مواربة نستطيع ان نعالج الجرح حتى يطيب ..فلابد من الرحمة و رفع البلاء المجتمعى لاستيعاب الطلاق و بلوغ العلاقات ارقى مستوياتها دون ندية و تنكيل ، ودون ادعاء تكون ضحيته المرأة فى الاغلب او الطفل و ربما احيانا الاب او الزوج السابق .
نشر الوعى بأن قرار الزواج قرار هام للغاية فى تاريخ الانسان و من لا يدركه لا يقدم عليه ، كما ان قرار الانجاب ايضا له ثقل و مقومات تفرض توفير الامان التام لابناء ونتاج هذا الزواج وإن لم نقدر عليه أو نرى أن هناك توتر أو عدم امكانية الاستمرار فلا داعى للانجاب .
كما ان علينا ان ندرك ان الطلاق هو الاخر ليس لعبة و انه اخر حل بل هو احيانا يكون بداية المشاكل .. و خلاصة ان علينا جميعا افراد و مؤسسات ان نيسر على الجميع عدم الادعاء و التضحيات المرضية و التسلح بالقدرة و الامكانيات و الخبرات التى تقوى من استمرار بناء اسرى صحى سليم لزوج له حقه الانسانى و العاطفى الكامل و ايضا لزوجة متشبعه عاطفيا وتشعر بأمان مع شريك عمرها دون تهديد .