بحلول الوقت الذي تصل فيه المرأة إلى الخمسينيات من عمرها، تكون علاقة الجسم بالطعام والدهون قد تغيرت بهدوء، حيث تتغير الهرمونات، وتنخفض كتلة العضلات، وتتغير أنماط النوم والتوتر، ويمكن للدهون التي كانت تنتشر بالتساوي أن تتركز بعناد حول منطقة البطن، وهذه الدهون ليست مجرد إزعاج جمالي، بل إنها بالنسبة للعديد من النساء تصبح إشارة أيضية مستمرة، يسهل اكتسابها ويصعب خسارتها، حسبما أفاد تقرير موقع "Onlymyhealth".

ولهذا السبب فإن اختيار الأطعمة أصبح الآن مختلفا، فالأطعمة الصحيحة لا تعد بالسحر، ولكنها تعمل على إعادة تشكيل الكيمياء الداخلية للجسم، وتخفف الالتهاب، وتعمل على استقرار نسبة السكر في الدم، والحفاظ على الأنسجة الهزيلة، والحفاظ على الشهية ثابتة، حتى ينتج الجهد المبذول أخيرًا نتائج مرئية.

وفي هذا السياق، تخبرنا فيكي كونيج، أخصائية التغذية المسجلة المتخصصة في مرض السكرى والتحكم في الجلوكوز وصحة الأمعاء ومؤسسة Nutrition-Wise، لمجلة Woman's World عن سبب صعوبة حرق دهون البطن بعد سن الخمسين، بالإضافة إلى مشاركة الأطعمة التي تتناولها لتقليص حجم الخصر، وحذرت كونيج قائلاً: "ما لم نغير عاداتنا الغذائية باستمرار، فمن المرجح أن تبقى دهون البطن"، وقبل أن يتحول هذا الإزعاج إلى خطر صحي، من الأفضل أن نراقب احتياجات أجسامنا.

لماذا تبقى الدهون في البطن بعد سن الخمسين؟

هناك عدة أسباب لذلك، حيث يمكن أن تتراكم دهون البطن مع زيادة الكربوهيدرات وزيادة السعرات الحرارية بشكل عام، وإذا كان الجسم لديه ما يكفي من الجليكوجين المخزن في الكبد ولديه ما يكفي من الجلوكوز لتلبية احتياجاته من الطاقة لعضلاته ووظائف الجسم، فإن الجلوكوز الزائد سوف يتحول إلى دهون ويتم تخزينه في البطن، لذلك فإن تناول كميات زائدة من السكر والأطعمة الدهنية يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون الحشوية، وهو النوع الضار الذي يتراكم في أعماق البطن، وحول أعضائك، ويزيد من حجم خصرك.

ويزداد تكوين دهون البطن وتخزينها أيضًا خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاعه، وذلك بفضل جميع التغيرات الهرمونية، حيث ينخفض إنتاج الإستراديول، ويرتفع كلًا من التستوستيرون والهرمون الملوتن، وتُعزز هذه التغييرات تراكم الدهون في الجسم، وخاصةً في منطقة البطن، كما توضح كونيج.

وتدعم دراسة نُشرت في المجلة الدولية للسمنة هذه الحجة، إذ وجدت أن "دهون الجسم والوزن ازدادا بشكل ملحوظ مع مرور الوقت فقط لدى النساء اللواتي وصلن إلى سن اليأس بعام".

ما يجب القيام به؟

تؤكد أخصائية التغذية على أهمية اختيار الأطعمة المناسبة، حيث تدعم الأبحاث زيادة تناول البروتين مع تقليل السعرات الحرارية للمساعدة في تقليل دهون البطن، إن التركيز على تناول البروتين في كل وجبة عادة جيدة يمكن تعزيزها، وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة "التقارير العلمية " أن تناول كميات أكبر من البروتين ساعد في تحفيز فقدان الدهون الحشوية.

فيما يلى.. 4 أطعمة تحرق دهون البطن بسرعة للنساء فوق سن الخمسين، بحسب أخصائية التغذية:

الخضراوات الطازجة مع ⅓ كوب من الحمص أو الفاصوليا المقلية

تُضفي الخضراوات كثافة غذائية، والحمص أو الفاصولياء تُضيف الألياف والبروتين النباتي، ويُساعدك هذا المزيج على الشعور بالشبع، ويُقلل من احتمالية تناول الوجبات الخفيفة السكرية أو الغنية بالدهون التي تُغذي دورة دهون البطن.

الزبادي اليوناني مع حصة من الفاكهة

الزبادي اليوناني غني بالبروتين، مما يعزز الشعور بالشبع ويساعد على استقرار مستويات السكر في الدم واستجابة الأنسولين، وهو أمر أساسي لمنع تراكم الدهون غير المرغوب فيها حول منطقة البطن، حيث أن الفاكهة مليئة بالألياف بجانب حلاوتها الطبيعية، مما يساعد على تقليل الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة المصنعة.

العصير مع مسحوق البروتين وبذور الكتان أو الشيا والفواكه والحليب

ابدئى وجبتك الأساسية أو الخفيفة بمشروب متوازن يجمع بين البروتين عالي الجودة (مسحوق أو زبادي)، والألياف والدهون الصحية (بذور الكتان أو بذور الشيا)، وبعض الفاكهة لإضافة الفيتامينات وتحسين الملمس، حيث تساعد الألياف على إبطاء عملية الهضم، بينما يعزز البروتين الشعور بالشبع، ويقللان معًا من احتمالية تخزين السعرات الحرارية الزائدة في البطن.

فول الصويا المنقوع

هذا البديل المقرمش للرقائق يُقدم وجبة خفيفة مُرضية ومنخفضة السعرات الحرارية، فهو غني بالبروتين من فول الإدامامي، ولكن يجب نقعه أولًا، وباختيار وجبات خفيفة غنية بالبروتين والألياف، بدلاً من الكربوهيدرات المُكررة أو الأطعمة الخالية من السعرات الحرارية، ستتجنبين العوامل التي تُحفز جسمك على تراكم دهون البطن.