اعتبر العقيد حاتم صابر، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن دخول إسرائيل ميدان المفاوضات لا ينبغي أن يُفهم على أنه تنازل عفوي، بل كان نتاجًا لأهداف سياسية وعسكرية محددة لم تتحقق بالكامل على الأرض.
وأوضح خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الأهداف المعلنة للحرب على غزة من استئصال حركة المقاومة حماس، والسيطرة الميدانية، وتأمين نطاقات إضافية، إلى تحرير الرهائن لم تتجسّد كما رُسمت، ما يؤشر إلى فشل جزئي في تحقيق المقاصد الاستراتيجية التي رُوجت لها في بدايات الصراع.
وأضاف صابر أن ثمة أبعادًا داخلية وسياسية للقرار العسكري، من بينها محاولة تثبيت بقاء قيادات سياسية معينة في السلطة، وتهدئة قواعد اليمين المتشدد داخليًا، إضافةً إلى سعي لتحقيق مكاسب على الأرض يمكن تسويقها سياسيًا.
كما لفت إلى أن بعض الخطاب المستخدم لدى فرق سياسية متطرفة لجأ إلى مراجع عقدية وتاريخية مشوّهة لتبرير مواقف وأفعال، وهو ما اعتبره تحريفًا لاعتماد الدين لتبرير أهداف سياسية وعسكرية.
وحذّر الخبير من أن مناخ التسويق العقائدي وإثارة خطاب التطهير أو التهجير يجعل من الضروري قراءة الأهداف الحقيقية وراء العمليات العسكرية بعين نقدية، مشيرًا إلى أن الأدبيات الدينية أو التاريخية المُستغلة قد تُوظف لخدمة حسابات سياسية ضيقة بعيدًا عن الحقائق الاستراتيجية.
وختم العقيد صابر تحليله بالتأكيد على أن قراءة مآلات الصراع والمفاوضات تحتاج إلى تمييز دقيق بين الأهداف المعلنة والنتائج المحققة، مشددًا على أن أي تقييم أمني يجب أن يأخذ في الاعتبار الأبعاد السياسية الداخلية والدينية، إلى جانب التوازنات الإقليمية والدولية التي تحكم سلوك الأطراف على أرض الواقع.