محمد موسى: العالم انبهر بعبور الجيش المصري لقناة السويس وتحطيم خط بارليف
سلط الإعلامي محمد موسى الضوء على كيف رأت الصحافة العالمية ملحمة السادس من أكتوبر 1973، مؤكدًا أن هذا اليوم لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل محطة مفصلية في التاريخين المصري والعالمي، أعادت رسم موازين القوى في المنطقة والعالم.
وقال محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، إن الجيش المصري العظيم سجّل واحدة من أعظم البطولات العسكرية في التاريخ الحديث، عندما نجح في عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف المنيع، في عملية أربكت العدو الإسرائيلي وأذهلت العالم.
وأوضح أنه سيتناول كيف رصدت الصحف الأجنبية والعبرية هذه اللحظة الفارقة، من خلال عناوين ومقالات نُشرت آنذاك، تعكس دهشة وإعجاب العالم بالجرأة والعبقرية المصرية.
وأشار إلى ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 2 نوفمبر 1973، التي اعترفت بأن القوات الإسرائيلية لم تتمكن حتى وقف إطلاق النار من إلحاق أي أذى حقيقي بالجيش المصري، مؤكدة أنه حتى في حال استمرار القتال لم تكن إسرائيل لتنجح في وقف الزحف المصري أو تدمير قواته.
وفي 30 أكتوبر 1973، وصفت صحيفة أنا بيللا الإيطالية مشهد انسحاب الجنود الإسرائيليين من خط بارليف بأنهم كانوا يلهثون من شدة التعب وقد غطت الأوساخ أجسادهم، وبدت عليهم علامات الذعر وهم يفرّون من الجحيم الذي فتحته عليهم الهجمات المصرية القوية.
أما صحيفة الديلي تليجراف البريطانية فقد نشرت في 7 أكتوبر 1973 أن حرب أكتوبر مثّلت نقطة تحول كبرى في تاريخ مصر، بل وفي تاريخ الشرق الأوسط بأكمله.
وفي السياق ذاته، أشارت مجلة الدفاع الفرنسية إلى تفوق القوات البحرية المصرية على نظيرتها الإسرائيلية، خاصة في استخدام الصواريخ خلال العمليات القتالية.
كما تناولت صحيفة كرونيكل البريطانية في 14 أكتوبر 1973، كيف تحولت ثقة إسرائيل المفرطة بعد حرب 1967 إلى غطرسة منهارة في أكتوبر، وهو ما أكده المسؤولون الإسرائيليون أنفسهم، ومن بينهم موشيه ديان.
ونقلت وكالة رويترز الأمريكية في 11 أكتوبر 1973 أن تراجع القوات الإسرائيلية كان نتيجة لاستخدام التحالف العربي أسلحة حديثة ومتطورة على نطاق واسع خلال الحرب.
أما مجلة نيويوركر الأمريكية، فقد وصفت في تقريرها الصادر يوم 11 أكتوبر 1973 عبور الجيش المصري بأنه عمل عبقري وجريء، مشيدة بالطريقة المبتكرة في إذابة السواتر الترابية بواسطة خراطيم المياه عالية الضغط، وبناء الجسور العائمة، وعبور وحدات الكوماندوز المصري بزوارق مطاطية مكشوفة تحت النيران.
وأخيرًا، أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في 7 أكتوبر 1973 أن احتفاظ القوات المصرية بالضفة الشرقية بعد العبور كان بمثابة ضربة قاصمة للأوهام الإسرائيلية، التي طالما روجت بأن العرب غير قادرين على خوض حرب والانتصار فيها.
واختتم محمد موسى عرضه قائلاً إن هذه الشهادات التاريخية من كبرى الصحف ووكالات الأنباء العالمية تبقى دليلًا على عظمة المقاتل المصري وعبقرية التخطيط العسكري الذي أعاد للأمة العربية ثقتها بنفسها، وأثبت أن الإرادة المصرية لا تُهزم.