أكد الدكتور اللواء محمد البكري، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن الصراع بين إيران وإسرائيل يشهد تحولات نوعية غير مسبوقة، مع اعتماد الطرفين بشكل متزايد على الحرب الإلكترونية والطائرات المسيرة كأدوات رئيسية في إدارة العمليات العسكرية.
وأشار البكري خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن المرحلة الأولى من الهجوم بدأت باستخدام الطائرات المسيّرة، وهو خيار استراتيجي ذكي من الجانب الإيراني، يستهدف إضعاف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قبل الزج بالمقاتلات الجوية باهظة الثمن في عمق المعركة.
وأضاف: "المسيرات أقل تكلفة وتُستخدم لتفريغ المجال الجوي من الدفاعات، ما يتيح لاحقًا توجيه ضربات دقيقة دون خسائر بشرية أو مادية فادحة".
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن هذا النمط من القتال يُمثل تطورًا في التكتيك العسكري، حيث بات يُعتمد على الضربات الدقيقة منخفضة الكلفة وعالية التأثير، مع تقليل الاعتماد على العنصر البشري قدر الإمكان، في ظل تعاظم ثمن الخسائر البشرية والمادية للطرفين.
ولفت البكري إلى أن هذه المواجهة لا تتعلق فقط بالقوة النارية، بل تشمل أيضًا التفوق التقني وتكتيكات الإنهاك المتدرج، وهو ما يُفسر بدء الهجوم بالمسيرات لتدمير النقاط الحيوية الحساسة كالمختبرات وأنظمة التوجيه والحماية، قبل الانتقال للمرحلة الجوية.
وشدد على أن التطور اللافت في تصميم المسيّرات، وقدرتها على إصابة الأهداف بدقة، جعل منها عنصرًا أساسيًا في المعركة الحديثة، خصوصًا في حروب الاستنزاف، حيث تسعى الأطراف لتقليل التكلفة ورفع العائد الاستراتيجي بأقل مجازفة ممكنة.