أكد اللواء محمد عبد المنعم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية سابقا، أن ما يحدث الآن ينطبق على "نظرية الفعل ورد الفعل"، حيث بدأت العملية بهجوم إسرائيلي استهدف 100 هدف باستخدام نحو 200 طائرة، ردت عليه إيران بإطلاق 200 صاروخ باتجاه أهداف إسرائيلية.

وتابع خلال لقائه ببرنامج "الحياة اليوم"، عبر قناة "الحياة"، مع الإعلامية لبنى عسل، أن إسرائيل لم تكتفِ بذلك، بل قصفت فعليًا مواقع غرب طهران، من بينها مقر التلفزيون الرسمي، لترد إيران في غضون ساعة واحدة فقط بإصدار أمر بإخلاء تل أبيب تمهيدًا لقصفها.
وتوقع اللواء محمد عبد المنعم، أن الهجوم الصاروخي الإيراني هذه الليلة قد يتجاوز 300 صاروخ، في إطار استراتيجية "الإغراق العددي" التي تهدف إلى إرهاق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وشرح أن إيران استخدمت أنواعًا متطورة من الصواريخ، بعضها فرط صوتي، لم تنجح المنظومات الإسرائيلية في اعتراضها، وهو ما يفسر الضربة "الموجعة" التي تلقتها إسرائيل أمس في مدينة حيفا، حيث دُمّرت مصفاة الغاز، ومرافق تصنيع الوقود، ومحطة الكهرباء، وحتى القاعدة الجوية.
وأشار إلى أن الفرق في المساحة والقدرة على الاستيعاب بين إيران وإسرائيل يجعل تأثير الضربات أكثر وضوحًا في تل أبيب، في حين أن إيران تمتلك جغرافيا أكبر، ما يحد من التأثير المباشر عليها. كما تحدث عن البُعد النفسي، مؤكدًا أن الشعب الإيراني يتمتع بسيكولوجية "عنيدة" ظهرت خلال استمراره في حرب استنزاف طويلة مع العراق لثماني سنوات رغم الدمار.
وختم حديثه بالتنبيه إلى أن ما يجري ليس مجرد حرب إعلامية أو تبادل تصريحات، بل تطور نوعي قد ينقل المنطقة إلى مرحلة مختلفة تمامًا من المواجهة المباشرة.