أطلق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، تحذيرًا جديدًا بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن الوكالة لا تستطيع حتى الآن تأكيد سلمية هذا البرنامج بشكل كامل، نتيجة لغياب الشفافية وامتناع طهران عن تقديم إجابات حاسمة حول بعض الأنشطة النووية المثيرة للقلق.

وفي مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم في مقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا عقب الجلسة الافتتاحية لمجلس المحافظين، أشار جروسي إلى أن عدم تعاون إيران الكامل يعيق قدرة المفتشين على التحقق من أن برنامجها لا يتضمن أبعادًا عسكرية، مشددًا على أن استمرار الغموض لا يمكن تجاهله.

وقال جروسي ان عدم قدرتي على تأكيد الطابع السلمي لا يعني بالضرورة وجود برنامج عسكري، لكنه يشير بوضوح إلى نقص في الشفافية وغياب الأجوبة الكافية من إيران .

وأضاف أن الوكالة عثرت في السنوات الأخيرة على مواد نووية في ثلاثة مواقع غير معلن عنها داخل إيران، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة تلك الأنشطة، ويدعو إلى تحقيقات أعمق حول مصدر المواد والمعدات المستخدمة.

وفيما يتعلق بفقرة وردت في تقريره الأخير، تشير إلى امتلاك إيران وثائق سرية للغاية تخص الوكالة، أوضح جروسي أن هذه المعلومة مدعومة بالأدلة ولا يمكن سحبها. وقال إن هذه الوثائق كانت بحوزة السلطات الإيرانية، ونعتبر ذلك أمرًا مقلقًا يقوض فعالية نظام الضمانات ويتعارض مع روح التعاون التي نأملها .

وحول ما إذا كانت كميات اليورانيوم التي تحتفظ بها إيران تثير القلق، قال المدير العام للوكالة إن تخصيب اليورانيوم بحد ذاته ليس محظورًا، لكن عندما تكون هناك دولة واحدة تمتلك كمية كبيرة مخصبة بنسبة تقارب 60%، فإن الأمر يصبح استثنائيًا ولا يمكن التغاضي عنه . وأضاف أن المادة وحدها لا تصنع سلاحًا نوويًا، لكن اقتراب إيران من عتبة التخصيب العسكري يستوجب التعامل معه بجدية .

وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان القرار المزمع تبنيه هذا الأسبوع ضد إيران سيساهم في تحفيز المفاوضات السياسية، خاصة بين طهران وواشنطن.. أوضح جروسي أن لا توجد صلة رسمية بين مسار الوكالة والمحادثات السياسية، لكن هناك تداخلًا وتأثيرًا متبادلاً لا يمكن إنكاره.

وأشار إلى أن تقدمًا على أحد المسارين قد يفتح المجال لتقدم على المسار الآخر، والعكس صحيح.

وأكد جروسي أيضًا أن بعض المعلومات التي وصلت إلى الوكالة، بما في ذلك استخدام مصادر تفجيرية لا تدخل ضمن التطبيقات الطبية أو البحثية، تُعتبر مؤشرات خطيرة على أن بعض أنشطة إيران "تقترب بشكل كبير من الاستخدامات العسكرية".

واختم جروسي المؤتمر بالتشديد على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تسعى إلى التصعيد، لكنها في الوقت ذاته ملتزمة بالمهنية والحياد.

وقال نحن بحاجة إلى إجابات دقيقة وتعاون حقيقي من الجانب الإيراني، غياب المعلومات الكافية لا يسمح لنا بغض النظر عن المخاوف، وسنواصل العمل من أجل تحقيق الشفافية الكاملة وضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني.