تقديرا للإنجاز الوطني الكبير الذي تم تحقيقه في رفع مكانة فلسطين في منظمة العمل الدولية من حركة تحرر وطني إلى دولة غير عضو بصفة مراقب بمؤتمر العمل الدولى، فى الدورة رقم 113، ونظرا لأهمية هذا الحدث على الساحة الدولية والفلسطينية، فقد قامت الحركة النقابية الفلسطينية ممثلة بالاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين ومشاركة كادر وزارة العمل باستقبال الدكتورة إيناس العطاري وزيرة العمل، وشاهر سعد، الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين والوفد المرافق، بعد عودتهم من جنيف، تقديرا لهذا الجهد المبذول على مدار عام للوصول إلى هذا الإنجاز الذي يشكل نقلة نوعية للوقوف عند حقوق العمل والعمال على المستوى الدولي.

وخلال الاستقبال الرسمي في رام الله، عبر الحضور عن فخرهم بهذا المكسب الذي تحقق بفضل جهد دؤوب ومثابرة جماعية استمرت لأكثر من عام، تخللتها مفاوضات وتحركات مكثفة بقيادة وزارة العمل، وبالشراكة مع اتحاد نقابات عمال فلسطين، واتحاد الغرف التجارية والصناعية، وبدعم وزارات العمل العربية والوفود الدولية المناصرة.

من ناحيتها، أكدت الدكتورة إيناس العطارى وزيرة العمل الفلسطينية، أن هذا القرار يحمل دلالات سياسية ونقابية مهمة، باعتباره اعترافا دوليا بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق العمال الذين يعانون من انتهاكات يومية، خصوصا منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، حيث يسجل وجود أكثر من 1130 حاجزا إسرائيليا في الضفة الغربية.

وقالت:"أهدي هذا الإنجاز لكل عمالنا الذين ينتهك حقهم يوميا، ولشهدائنا، خاصة من قطاع غزة الذين دفعوا أثمانا باهظة ليصل صوتهم إلى العالم، هذا القرار ليس نهاية الطريق، بل بدايته، وسنسعى للحصول على العضوية الكاملة".

وأكدت الوزيرة أن عضوية المراقب تتيح لفلسطين الاستفادة من المنصة الدولية لفضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق العمال، والمشاركة في صياغة الاتفاقيات الدولية، وتقديم شكاوى باسم عمال فلسطين، بما يعزز من الحضور الفلسطيني في الأجندة الحقوقية الدولية.

من جهته، وصف الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، هذا اليوم بأنه "عيدان"، الأول بمناسبة عيد الأضحى المبارك، والثاني احتفالا بانتصار العدالة لصالح فلسطين في منظمة العمل الدولية.

وقال سعد:"واجهنا تكتلات معادية قادتها الولايات المتحدة وإسرائيل، واعترضوا بوضوح على القرار، لكننا حصلنا على 386 صوتا مؤيدا، مقابل 15 فقط ضد، و42 امتناع، وهذا يعد اكتساحا حقيقيا، وأضاف: أن الوفد الفلسطيني، الذي ترأسته وزيرة العمل، انسحب من القاعة لحظة إلقاء وزير العمل الإسرائيلي كلمته، في خطوة احتجاجية لاقت دعما من الوفود العربية والدولية.

وتابع:"خطاباتنا كانت واضحة، لم نساوم، وواجهنا الترهيب بما يليق بثباتنا، لم يغب عن كلماتنا الحديث عن الإبادة، والتطهير العرقي، والانتهاكات، وهذا هو الاحتلال الفاشي الذي واجهناه بالكلمة والموقف".

وأكد سعد أن العمل بدأ منذ 15 يونيو 2024، واستمر حتى 6 يونيو 2025، بتخطيط دقيق ومواقف موحدة شاركت فيها الجهات الثلاثية (الحكومة – العمال – أصحاب العمل)، مضيفا أن 95% من ممثلي العمال صوتوا لصالح فلسطين.

وأشارت الوزيرة إلى أن المرحلة القادمة ستشهد مؤتمرا دوليا في نهاية أغسطس أو مطلع سبتمبر المقبل، بمشاركة وزراء العمل العرب والاتحادات الدولية وأصحاب العمل، وسيخصص لدعم قطاع العمل الفلسطيني، وطرح مبادرات ملموسة لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.