على هامش جولة المشاورات السياسية بين مصر وفنلندا التي عقدت مؤخرا في القاهرة، لبحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون في كافة المجالات، أشاد السكرتير الدائم بوزارة خارجية فنلندا يوكا سالوفارا بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع مصر وفنلندا، وأعرب عن اهتمام بلاده بالعمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، مشيرا إلى عدد من المجالات التي سيتم التركيز عليها خلال الفترة القادمة للدفع بعجلة التعاون المشترك مثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والتعليم العالي والتدريب المهني والنقل الجوي والبحري، موضحا أن هناك تنسيقا مستمرا حول عدد من الزيارات الرسمية المتبادلة المتوقعة بين البلدين.

كما أشاد "سالوفارا" بجهود الحكومة المصرية، قائلا إن البلاد تشهد تقدمًا كبيرًا، وأن الحكومة تنفذ وتتخذ بالفعل العديد من الإصلاحات، مشدداً على رغبة بلاده في مساعدة مصر في هذا المسار.

وأضاف السكرتير الدائم بوزارة الخارجية الفنلندية في تصريحات له على هامش الزيارة، أن جولة المباحثات شهدت تأكيد التوافق المستمر بين مصر وفنلندا حول العديد من الموضوعات المشتركة، مشيرا إلى أن البلدين شريكين موثوقتين للغاية لبعضهما البعض، وتتمتعان بعلاقة قوية جدًا، مشيرا إلى تطلع بلاده لتحسين العلاقات التجارية القائمة بالفعل بين مع مصر خاصة مع الجهد الكبير الذي تبذله الحكومة المصرية لتطويرها، مشيرا إلى أن العديد من الشركات الفنلندية قادرة على المساعدة في ذلك.

وقال إن هناك قطاعات عديدة للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، منها على سبيل المثال، قطاع الطاقة، خاصة مع ما تتمتع به فنلندا من قدرات في هذا القطاع وخبراتها الواسعة التي يمكن أن تُلبي الاحتياجات المصرية، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرقمنة، والخدمات الرقمية، بالإضافة إلى مجال الاقتصاد الدائري، الذي يتيح تحسين كفاءة العمل باستخدام المواد الخام وإعادة تدويرها، وأوضح أن المجالات السابقة ترتبط جميعا بجهود مكافحة التغيرات المناخية خاصة فيما يتعلق بالطاقة، حيث يكمن جزء كبير من هذه القضية في كيفية تعزيز الطاقة المتجددة المستدامة.

وفيما يتعلق بالاتصالات والرقمنة، فإن الأمر يتعلق بشكل كبير بتحسين الكفاءة، مما سيكون له تأثير إيجابي للغاية على مكافحة تغير المناخ، وكذلك إعادة التدوير وهو أمر يرتبط بالاستخدام الأكثر كفاءة للمواد.

وقال إن فنلندا تدرك حجم الصراعات في المحيط الإقليمي لمصر معربا عن أمله في إيجاد حلول لهذه الصراعات.

وعن التعاون المصري الفنلندي في ملف التعليم، قال السكرتير الدائم بوزارة الخارجية الفنلندية إن مصر تستفيد بالفعل من تجربة بلاده في مجال التعليم حيث توجد عدة مشاريع بين خبراء التعليم الفنلنديين ومختلف الجهات المصرية، وأشار إلى تفهم بلاده حجم الاحتياجات في مصر، خاصة مع وجود شريحة سكانية شابة تتزايد بقوة.

وقال إن هناك العديد من الجامعات والمؤسسات الفنلندية المختلفة التي يمكنها أن تُسهم بشكل خاص في مساعدة مصر على تطوير أنظمتها التعليمية وتوفير فرص تعليمية متنوعة. وهو أمرٌ يُناقش بصورة دائمة بين المؤسسات المصرية والفنلندية.

ومن ناحية أخرى شدد السكرتير الدائم بوزارة الخارجية الفنلندية على موقف بلاده الداعي لتلبية الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، وأعرب عن وجود شعور بتفاؤل كبير لوجود اتصالات متزايدة بين طرفي النزاع الأوكراني الروسي.