قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية عكست بوضوح حاجته إلى دعم لم يجده في أوروبا، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن ترامب جاء إلى الخليج في لحظة كان يعاني فيها الاقتصاد الأمريكي من أزمة خانقة، محاولًا انتشاله عبر عقد صفقات عملاقة تعيد له الزخم الداخلي وتنعش صورته أمام الناخب الأمريكي.
وأوضح غباشي أن المحطات الأوروبية لم تكن كافية لترامب كي يحقق ما كان يطمح إليه من دعم مباشر وسريع، وهو ما وجده في المحطة العربية، حيث فتحت له السعودية ودول الخليج أبواب الاستثمار والدفاع على مصراعيها.
وتابع: "ما جرى لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل كانت قمة سياسية واقتصادية واستراتيجية غيّرت ملامح العلاقة بين واشنطن والعواصم الخليجية".
وأشار إلى أن صفقات الدفاع، التي وصفتها الصحف الأمريكية بأنها الأكبر في التاريخ، والتي تجاوزت قيمتها 142 مليار دولار، إضافة إلى اتفاقات أخرى تصل قيمتها الإجمالية إلى 2 تريليون دولار، كانت بمثابة إعلان واضح عن أن الدعم الحقيقي جاء من العرب، وليس من حلفاء واشنطن الأوروبيين التقليديين.
وختم غباشي بالقول: "ترامب كان يدرك أن رهانه في الشرق الأوسط، وتحديدًا في الخليج، هو طوق النجاة الوحيد لإنقاذ مشروعه الاقتصادي والسياسي، في ظل جفاء أوروبي واضح تجاه سياساته القائمة على فرض الرسوم والعقوبات".