فيلم الممر يُعد حالة خاصة في تاريخ السنيما المصرية الحديثة من حيث الفكرة أو التوقيت فلأول مرة يُعرض في أعياد أكتوبر المجيدة فيلماً يتحدث عن أحد قصص ما بعد النكسة ١٩٦٧ والعمليات التي قاموا بها ما قبل انتصار حرب ١٩٧٣ وأيضاً لأول مرة يتم عمل فيلم سينمائي ضخم يتحدث مع الأجيال الحديثة عن تضحيات الجيش المصري العظيم ومختلف طوائف الشعب في الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة

ولكن دعوني في هذا المقال أركز علي بعض النقاط الهامة والتي سلط عليها الفيلم الضوء بشكل مباشر وغير مباشر .

أولاً.. استعرض الفيلم الجانب السلبي الذي تعرض له الجيش المصري من بعض فئات الشعب بعد الهزيمة وحالة الاستياء العامة ورغم ذلك لم يفقد الجيش المصري عزيمته وإيمانه الكامل ببزوغ فجرٍ جديد.

ثانياً.. استعرض تضحيات أهلنا من الأقليات في خدمة الوطن مثل العريف هلال من الصعيد والذي أرسل أقوى رسالة أعتبرها من وجهة نظري المتواضعة هي أهم رسالة للأجيال الحديث وأيضاً العريف عارف من أهل النوبة وأيضا بدو سيناء أبو رجيبة وأبومنونة والحديث عن ما يشعرون به " المهمشين " اللي تم الأسقاط عليها في الفيلم بجملة " إحنا وأنتم " ورغم كل ذلك لم يتخلوا عن مساعدة الوطن الغالي.

ونتمني الفترة القادمة من أجهزة الدولة المعنية الاهتمام بأهلنا من المناطق الحدودية ودعمهم وتصحيح الفكرة الراسخة لديهم بأنهم "المهمشين".

ثالثاً.. استعراض دور المرأة المصرية العظيمة وبأشكال مختلفة تماما فالأولى كانت هند صبري زوجة الضابط نور والتي كانت تؤمن بزوجها وبالحرب إلى أبعد الحدود فكانت الأم والأب معاً والثانية الفتاة البدوية فرحة والتي قادت المجموعة إلى معسكر الأعداء دون خوف أو تخاذل والثالثة كانت خطيبة المهندس أحمد والتي رغم أن تركها خوفاً عليها إلا أنها عادت إليه في النهاية لأن حبهم كان حقيقي ودون مزايدات كمان نري في العصر الحالي

رابعاً.. دور شريف منير رجل الشرطة ( المأمور ) والذي لم يتعدي دقائق بسيطة إلا أنه كان لا بصمة قوية في سرد شخصية رجل الشرطة الأدارجي اللي يجيب الحق ويراضي كل الأطراف أصل التعامل مع البدلة الميري ومع مختلف العصور مش أي شخص يقدر عليه وقدر بذكائة يراضي الكل ويلم الشمل من جديد.

خامساً.. شخصية الصحفي والتي لاقت جدلاً واسعاً ممن في المجال الصحفي والتي لم يقصد بها مطلقاً إهانة للمجال ولكن كانت تعبر عن تخبط الشاب وشعورة وأعترافه بالفشل وكيف أن الحرب أخرجت طاقات وإمكانيات لم يكن نفسه يعلم عنها شيئاً ليصبح" أحسان "بطل من أبطال الحرب، أراها رسالة في منتهي القوة لشباب الأجيال الحديثة.

سادساً.. العظيم إياد نصار والذي جسد بصوته وإنفعلاته ولغة جسده حقيقة العدو الإسرائيلي والتي تتلخص في جملة واحدة أنه مهما أمتلك من قوة فهو في الحقيقة "جبان".

 سابعاً.. تجربة فيلم الممر إن الشعب المصري بأكمله لديه لهفة الإنتماء للوطن والأرض والعرض وأنه كجمهور يسعى لرؤية محتوى سنيمائي ودرامي هادف بعيدا عن الإسفاف الموجود علي الساحة حالياً من بعض المنتجين والفنانين ولذلك فهي خطوة جيدة لفتح المجال للجميع لعرض وتقديم محتوى هادف لتصحيح مسار الذوق العام والذي حدث له خلل كبير في السنوات الماضية.

وأخيراً وليس آخراً البطل شرف عرفة مخرج هذا العمل العظيم وكل فريق العمل من أبطال وفنين ومصورين في أغلب ظني أنكم راهنتم وكسبتم التحدي وكلنا ثقة وعلى يقين أنكم طاقة النور لبداية مدرسة سنيمائية جديدة في مصر لتأخذنا إلى عالم المهنية وتصحيح مسار الذوق العام الفني ونحن في انتظار الجزء الثاني عن حرب أكتوبر المجيدة وأعمال مماثلة لا تقل أهمية عنها.