يقول أحمد شوقي في حب مصر: وسلا مصرَ: هل سلا القلبُ عنها أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟ نحن لا نملك إلا أوطاننا فهي ملاذنا ومأوانا، فالوطن غال والدفاع عنه واجب.

من الواضح لو نظرنا إلى خريطة العالم القديم والحديث فإن مصر سُرةُ الكون، وموقعها الجغرافي خطير، بل إن لـ"عبقرية الجغرافيا" التي ذكرها المرحوم جمال حمدان، لهذا الموقع ضريبة بل أعداء أيضاً، فمصر مستهدفة لأنها الأقوى ولأنها صاحبة الدور، ولأنها درع العرب قادرة على التصدي والتحدي ولم الشمل، ولأنها قالت كلمتها في حماية الأمن العربي وفي رفضها ضرب الجيوش العربية وتدميرها. ومصر مستهدفة لأن وحدتها الوطنية صامدة رغم المحاولات الفاشلة لضربها وتشويهها.

إن خطط بعض القنوات الإعلامية هي بث محتواها التخريبى الإرهابى معتمدة على ميزانيات عملاقة لجذب الصحفيين والعاملين واستغلالهم لمصالحها التخريبية، وتمادت الحملات السياسية والتنظيمية والتمويلية ضد الحكومة المصرية كثيراً، وفشلت في خلق حراك مدني سلمي كانت تظن وتتمنى أن يثور، وبعد فشل إعادة سيناريو ما سمي بالربيع المصري تحولت خطتها إلى الدعوة والحشد وتبرير الإنقضاض على الدولة بالقوة والإرهاب وتهديد الأمن القومي.

إن الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح خلال السنوات الماضية في إعادة الدولة المصرية لطريقها الصحيح على جميع الأصعدة، ورسخت الدولة أقدامها وأصبح لديها مؤسسات قوية بعد أعوام من الفراغ.

إننا نشد على يد الشعب المصري كله، وعلى يد الجيش والقوات المسلحة والقوى الأمنية فيها، وهم في هذا الوقت أحوج من أي وقت مضى للتماسك والتعاضد والتعاون والتفهم والتراحم، لكي تعبر مصر هذا النفق المظلم، وسوف تتخطاه بحكمة شعبها وتسامحه وتكاتفته.