دخل رجل على هارون الرشيد، وقال: إني أستطيع أن أعمل عملاً يعجز عنه كل الناس، فقال الرشيد: هات ما عندك. فأخرج الرجل علبة فيها كثير من الإبر، فغرس إحداها في الأرض، ثم أخذ يرميها إبرة إبرة، فتشبك كل إبرة في ثقب الإبرة التي سبقتها. ثم وقف الرجل مزهوًّا بما عمل، وانتظر من الخليفة جائزة عظيمة.. نظر له الرشيد مليًّا، ثم اتخذ قرارا عجيبا! أمر بضرب الرجل مائة جلدة عقوبة، مع منحه مائة دينار مكافأة!.. اندهش الحاضرون لموقف الخليفة. فقال لهم: أعطيته مائة دينار تقديرا له على حِذقه ومهارته، وضربته مائة جلدة لأنه يصرف ذكاءه فيما لا يفيد!... واليوم هذه هي آفتنا الكبرى، طاقات جبارة لملايين الشباب، لكنها تُستهلك في كل ما هو لامع كالإبرة، واخز كالإبرة، مؤلم كالإبرة، دون خيوط تنسج ثوبًا... يستر الوطن! واولاد الوطن.

والآن وبعد ما شاهدنا في الفترة السابقة كل الانظار تلتفت وتركز علي كل ما هو مبهر ومعظمة فارغ الجوهر، أعمال تبهرك ولو لفترة وتكون حديث الساعة علي كل وسائل السوشيال ميديا لدرجة أصبحت معظم الوسائل الإعلامية تركز وتنتبه لها وتأخدها مصدرا دون النظر لبعدها من الجانب الاجتماعي والتربوي والسلوكي و الاقتصادي.

ماذا بعد نعم ماذا بعد؟ هل هي لقطة وصورة في المشهد وتنقضي بزوال دقائق المشهد أم هي خطوة في بداية خطة علميى وطريق للتنمية.

تنمية عقلية وبشرية أو تنمية مجتمعية لخدمة المجتمع وبالتالي تعود علي المجتمع بالنفع الثقافي والتربوي وطبعا المادي.

هل بهذه اللقطة أو الصورة نحن قمنا بتقويم المجتمع وأفراده واعطينا له خطوط مستقبليه يمشي عليها أم هي خيوط اشبه بخيط العنكبوت، نحن نصدر لهم صور خيالية اشبه بورق اليناصيب وجعلنا معظمهم منتظر ورقه اليناصيب نعم اللقطه أو التريند.

ولو تعمقنا في الأمر نجد خطورة الموضع خطورته من التشجيع علي التكاسل وعدم الاجتهاد والمعرفة وعدم الاكتراس بالعمل والعلم.

أيضا تركنا أو جعلنا المجتمع بأفراده فريسة سهله لكل الانتهازين والمحتالين وأصحاب المنافع والمصالح دون أن ننظر أو نراجع هل هم أهل خبره أو معرفة وما هي سابقة أعمالهم.

اتذكر مثل في السابق اتعلمته (لولا وجود الطماع ماكان هناك نصاب) نعم الآن نصبح ونمسي علي صور ولقطات علي كل وسائل التواصل والوسائل الإعلامية ، جميل جدا طب ممكن نعرف ما بعدها وما الطرق المتبعة والإفادة في المستقبل.

أشياء وأشياء قلبت موازين الفكر والعقل وجعلت سقف الطموح أكبر من الامكانيات وتصدر شعور هبوط الروح المعنوية ورفع حالة الاحباط لأي فرد مكافح يتعلم ويعمل ويجتهد ويحاول كسب معلومات وخبرات دراسيه او علمية أو رياضية شعور سلبي علي كل من يحاول او يفكر وبجتهد.

قصة الرشيد قصة كانت تروي لنا ونحن في الصغر وأيضا قصة نيوتن والتفاحة لتعلمنا اننا عندما نفكر في عمل يكون لنفع الفرد نفسه أو لمجتمعه ويستمر اعتقد لو كان هذا الحال في السابق ماكان هناك نيوتن ولا زويل ومشرفة.

هذه القصص فعلا استوقفتني أين التركيز علي التفوق العلمي والاجتماعي والرياضي تفوق بجد تم بذل مجهود وتعب سنين وليس بلحظة اخذت فيها الصورة ( اللقطة) وجعلتني أبدا في الحديث في اجزاء عن ما صادفته في مراحل تربية أولادي خصوصا ابني الأكبر السباح الداون سندروم سباح المانش محمد الحسيني
انتظروا..

و ماذا بعد ورقة اليناصيب.