فندت مشيخة الأزهر بعض الأفكار المغلوطة التى يعتمد عليها المتطرفون والإرهابيون من أجل ممارسة إرهابهم بحق الآمنين، خلال ورشة عمل أقامتها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بعنوان: "مفهوم الحاكمية.. الفكرة المركزية لجماعات الإرهاب والعنف، رد وعرض".

وعقدت الورشة، من خلال صفحة المنظمة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، لرؤساء وأعضاء الفروع الخارجية، والداخلية، للمنظمة وطلاب الأزهر الوافدين، وأئمة العالم الإسلامى، من دول البلقان، ودول قارات أوروبا، وآسيا وإفريقيا.

أكد عبدالفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن هذا الموضوع من المواضيع الشائكة، وأن هذا المصطلح من المصطلحات التى استخدمتها جماعات العنف والتطرف، وهذا المصطلح من المصطلحات التى وردت فى القرآن الكريم، ولكن الجماعات المتشددة فهموا هذا المصطلح فهما مغلوطًا، وقد استخدمه الخوارج عندما خرجوا على سيدنا على بن أبى طالب واضعين المصاحف على أسنة الرماح.

ولفت إلى أن الإنسان خليفة الله فى الأرض لعمارتها وإصلاحها ولابد من تشريعات وقوانين تنظم هذه الأمور، مؤكدًا أن السياق حاكم فى فهم النصوص، وعندما نعود إلى سياق الآيات، نجد أن السياق الصحيح بخلاف ما يقصدونه ويروجون له، وأن المراد بمصطلحات الكفر والظلم والفسق إنما هى كفر وظلم وفسق العمل لا كفر العقيدة.

وأضاف العوارى أن الله عز وجل فى كتابه العزيز أطلق على سيدنا داود وسليمان كلمة حاكم فقال: ﴿يا داوودُ إِنّا جَعَلناكَ خَليفَةً فِى الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ﴾[ص: ٢٦]. وقال فى حق نبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا فى أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾[النساء: ٦٥]. وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها وَإِذا حَكَمتُم بَينَ النّاسِ أَن تَحكُموا بِالعَدلِ}[النساء: 58]. وقال النبى -صلى الله عليه وسلم- لسيدنا معاذ عندما بعثه إلى اليمن: "كيف تقضى فيهم؟" وفى رواية: "كيف تحكم فيهم؟"، مضيفًا "فهذه النصوص كلها تدل على أن الحاكمية لها إطلاقات عدة بخلاف ما يروجه المتطرفون".

من جانبه، قال أسامة ياسين، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، إن هذه الورشة تأتى فى سبيل تفنيد الفكر المتطرف الذى تبثه جماعات العنف والإرهاب فى أذهان الشباب، وهذه الورشة وغيرها تقوم على يد كبار علماء الأزهر الشريف، وسبق وأن أصدرت المنظمة العديد من الإصدارات والكتيبات التى تسهم فى تفنيد الفكر المتطرف.