في الحقيقة لم أتقابل يوماً مع الإعلامي شريف مدكور ، بل ولم أتواصل معه تليفونياً للآن ، ولكن عندما أشاهد هذا الرجل أشعر أنني أمام إنسان نقي القلب ، وألحظ في كل حواراته أنه كتاب مفتوح ووطني مخلص ، لا يجيد ما أبتلي به البعض في زماننا من فنون ضالة ممقوتة مثل فن التلون والنفاق والتطبيل والتضليل .

وما يجعلني أزداد فخراً أن هذا النموذج بدأ حياته العملية من الصفر ، وأستطاع بموهبته التي آمن بها ، وبمثابرته التي رسمها لنفسه منهاجا في مشواره الإعلامي أن يحفر لنفسه اسماً في عالم الإعلام على الصعيد المصري والعربي ، وإن كانت هناك بعض التصريحات أو المواقف القليلة لـ "شريف "قوبلت بالنقد اللاذع بل والخارج عن سياق الإحترام والخلق من قبل البعض ، إلا أن دماثة خلقه جعلته يترفع دائماًعن رد الإساءة بالإساءة .

ربما النقد اللاذع الذي طاله بسبب بعض التصريحات والمواقف سببه أنه يفعل الأمور ويتكلم وهو على سجيته محمولاً بالنية الطيبة ، ولقد تأثرت كغيري كمتابع جيد للإعلامي شريف مدكور بنبأ إصابته بمرض سرطان القولون ، كما تأثر كثيرين بهذا الخبر لدرجة تشعرك أن خبر الإصابة تحول إلى ملحمة حب ودعاء لهذا الإعلامي الطيب بالشفاء والعافية ، لدرجة أن نبأ مرضه جعل بعض منتقديه يدعون له بالشفاء .

ولكن الأروع في هذا الدرس أن شريف مدكور خرج على متابعيه وجمهوره ليشكرهم ويطمئنهم بل ويقدم للعالم كله درسا في الشكر على نعمة الإبتلاء،حيث خرج شريف يشكر ربه ويقول " كل اللي يجيبه ربنا كويس وأنا باعتبر أن دة هدية من ربنا " .. نعم .. لقدم قدم هذا الرجل نموذجا للمؤمن الحقيقي المستسلم لقضاء الله وقدره،الذي يشكر على الإبتلاء ويعتبره عطية وهدية وهبة من الإله ..

هذا هو دور الإعلامي الحقيقي الذي يقدم نفسه قدوة للجمهور في الصبر والشكر على نعمة الإبتلاء ، ولعل هذه الكلمات من شريف تكشف وبلا زيف عن قلب مفعم بالإيمان والسلام الداخلي العميق الواثق في أن الله سيحول كل نقمة إلى نعمة ، وكل بلاء إلى عطاء عظيم لا يُعبر عنه .

رسالتي إلى شريف مدكور هنا : ثق يا شريف أن الله الذي منحك المحنة سيمنحك معها المنحة ، وثق أن في الإبتلاء رحمة واسعة وإمتحان عملي ترى فيه محبة الله وقدرته وأيضا محبة الناس ، فكم من الأنبياء نالهم شرف الإبتلاء فصبروا وشكروا وتذكوا عند الله .. ثق يا شريف أنك الآن تحت رعاية يد قديرة مقتدرة قادرة أن تمنحك الشفاء لتعود لجمهورك ومتابعيك بقوة أعظم ورسالة أفضل ...