قالت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، إن الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية شهد تحولات جوهرية في الآونة الأخيرة، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذ موقف متشدد تجاه حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نتنياهو فيما يتعلق بخطط ضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها.
وأوضحت وهدان في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن ترامب، في الوقت ذاته، حاول التلويح بقرب التوصل إلى اتفاق سلام، غير أن هذه التصريحات تتناقض مع ممارسات الولايات المتحدة على أرض الواقع، لاسيما تدخلها المتكرر باستخدام الفيتو لإيقاف أي خطوات دولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضافت أن الدعم الأوروبي للقضية الفلسطينية برز بشكل أكبر مع الدور الفرنسي، خصوصًا بعد زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى مصر، وهو ما تبعته موجة من الاعترافات بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى عزلة إسرائيل دوليًا وتراجع صورتها أمام المجتمع الدولي.
وأكدت وهدان أن تصريحات ترامب بشأن السعي لنيل جائزة نوبل للسلام جاءت في سياق محاولات لتلميع صورته دوليًا، لكنها افتقرت للمصداقية، خاصة بعد التغطية الإعلامية الأمريكية التي كشفت زيف الكثير من هذه الادعاءات.
وأشارت إلى أن نتنياهو بات يواجه قيودًا دولية مشددة، حيث مُنع من اختراق الأجواء الفرنسية والإسبانية خشية توقيفه على خلفية القرارات الصادرة من المحكمة الدولية، وهو ما يعكس حجم المأزق السياسي والدبلوماسي الذي يعيشه الاحتلال.
واختتمت وهدان تصريحاتها بالتأكيد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رحب بمبادرة الرئيس الأمريكي لوقف الحرب في غزة، معربًا عن تطلعه لتنفيذها في أقرب وقت، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي والإقليمي لن يسمح بمزيد من المذابح في غزة، وأن الفترة المقبلة ستشهد تحركات فعلية تتجاوز حدود التصريحات التقليدية.