أكد الدكتور محمد بناية، الخبير المتخصص في الشأن الإيراني، أن إسرائيل تمارس رقابة صارمة على التغطية الإعلامية بهدف إخفاء حجم الخسائر والدمار الناتج عن الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، والتي طالت أهدافًا نوعية داخل العمق الإسرائيلي.

وأوضح بناية خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الاحتلال يمنع تغطية إعلامية حرة للمعارك، ويمارس تضييقًا مباشرًا على وسائل الإعلام، مشيرًا إلى منع قناة الجزيرة من تغطية التطورات الميدانية، وتعرض طاقمها للملاحقة، مما يعكس حالة التعتيم التي تسعى إسرائيل لفرضها على الرأي العام العالمي.

وأشار إلى أن الكثير من مشاهد الدمار التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سُرّبت من مواطنين داخل إسرائيل، رغم محاولات الاحتلال احتكار السرد الإعلامي وتوجيهه نحو رواية أمنية محددة تخفف من وطأة الصدمة أمام الجمهور الإسرائيلي.

وأضاف بناية أن تل أبيب تخشى من انهيار الجبهة الداخلية حال ظهور الحقائق بشأن فشل منظوماتها الدفاعية في اعتراض الصواريخ الإيرانية الدقيقة، خاصة أن بعض الهجمات استهدفت منشآت قريبة من مواقع مدنية، ما يثير غضبًا شعبيًا متصاعدًا داخل إسرائيل.

وأكد الخبير في الشأن الإيراني أن التعتيم الإعلامي لن يصمد طويلًا، في ظل التقنيات الحديثة وقدرة الشعوب على توثيق الأحداث، لافتًا إلى أن إيران نجحت في إيصال رسائلها السياسية والعسكرية عبر صور الدمار رغم محاولات طمسه من قبل الجانب الإسرائيلي.