أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، وعلى رأسها ما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعكس حجم القلق العميق داخل تل أبيب وواشنطن من التطور النووي الإيراني.
وقال غباشي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن إيران تمتلك ما لا يقل عن 8 أطنان من اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 20%، إلى جانب 350 كيلوجرامًا مخصبة بنسبة تفوق 60%، وهي كمية كافية لإنتاج ما بين 6 إلى 7 رؤوس نووية، حيث إن إنتاج قنبلة نووية واحدة يحتاج حوالي 25 كجم فقط.
وأضاف أن هذا الوضع المتقدم في البرنامج النووي الإيراني يعني أن إيران باتت على أعتاب تصنيع قنبلة نووية في غضون 48 ساعة فقط، وهو ما يمثل "الرعب الحقيقي" لإسرائيل والولايات المتحدة، موضحًا أن طهران لا تنوي التراجع عن هذه النسب المرتفعة من التخصيب، ما يُفقد أي اتفاق نووي جديد قيمته السياسية أو التقنية.
واستعرض "غباشي" أحد المخططات الإسرائيلية المُعلنة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن الهجمات التي نُفذت مؤخرًا طالت فقط 3 مواقع من أصل 21 موقعًا نوويًا منتشرًا على كامل الجغرافيا الإيرانية، دون أن تلحق بها أضرار استراتيجية تُذكر، وفقًا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار إلى أن الحديث عن استهداف إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني بمفردها هو "رهان خاسر"، كما أن أي ضربة أمريكية تحتاج لمعلومات دقيقة وقدرة عسكرية جبارة لضرب كافة المواقع النووية الإيرانية دفعة واحدة، وهو أمر بالغ التعقيد.
وشدد على أن الضربة الأخيرة التي طالت مواقع نووية وقادة عسكريين كبار من بينهم رئيس الأركان، وقادة بالحرس الثوري، وقائد الدفاع الجوي، ومستشار الرئيس الإيراني علي شمخاني تجعل من غير الممكن استئناف المفاوضات النووية كما تطمح واشنطن.
تابع: "لقد فات أوان الاتفاق النووي، خاصة بعد استهداف القادة السياسيين والعسكريين البارزين في إيران".
وتوقع غباشي أن يكون الرد الإيراني واسع النطاق ويطال العمق الإسرائيلي مباشرة، معتبرًا أن أي تأخير في الرد سيكون بمثابة انتكاسة استراتيجية لطهران.