لم يستقر الكون علي معني شامل وجامع مانع لمعني الموت واثباته فالحقيقه المؤكده في الكون نجهلها تماما وكل ظواهر الحياه باكملها سيطر عليها الانسان جمعيا وهزمها الا الموت ، فيبقي هو اسطوره الاساطير ومنبع كل الالغاز ولا نعلم هل نسعي للموت أم هو الذي يسعي الينا، فيخطف منا الاحباب ويحرمنا منهم ويفرقنا عتهم ، وقد يموت الحبيب ويحيي في خيالنا كانه موجود وهناك من ذهبوا للقبور ولكنهم يعيشوا فينا وبداخلنا وكأنهم لم يفارقونا .

وهنا نطرح السؤال..هل الموت فناء وزوال أم بداية حياة للموتي ولكن بشكل نجهله ؟ ... وهل من فارقونا للعالم الاخر يرونا ولا نراهم والاجابه علي هذا تكاد تكون في منتهي الصعوبه وفي منتهي عدم الادراك ... فكيف نبحث ظاهره كلها مجهوله بالكامل.. فالموت سرداب طويل معقد ومحاط بالالغاز ومليارات الاحتمالات ولكن الموت سيبقي الحقيقه التي نعلمها تماما ونتجاهلها تماما .

نخشي الموت ونحن علي يقين أن لكل أجل كتاب معلوم ومختوم وبقرار له تاريخ ووقت وساعه لن تتغير ونحزن علي موتانا ونحن علي يقين أننا سنلحق بهم قريبا ، ونحمل هم ارزاق اولادنا بعد موتنا ونحن نعلم ان الموت ليس سبب لمنع الرزق ، فموت الانسان لن يزيد أو ينقص رزق أوعمر أي إنسان أخر .

نبكي علي القبور ونزورها ونحن نعلم أن مابقي فيها مجرد عظام نخره وبعض التراب ،وإن فكرنا في تلك الحقائق سنعلم أن الموت حاله من السكون حتي نكون نحن جزء من هذا السكون ، فلايجب أن تبحث عن إجابات عن الموت فضولا فلن تصل الي حل ألغاز الموت إلا إذا جربته فعلا وأنت حتماً ستجربه .

ولذلك فلا تتعجل بكل أسئلتك فلن ينقضي زمن قليل إلا وستكون جزء من الموت وستعلم يقينا ماهو الموت وستقابل عند الموت كل عزيز سبقك إليه ، ليكون عندكم وقت يعلمه الله وحده لتقوم الساعه وكل ميت سيتذكر نفسه فقط وسيبحث كل ميت عن الهرب من الجحيم لنيل جنه الرحمن وذلك تصديقاً لقوله تعالي (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ) ،وكما يقول تعالي (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ) ، فالكل ذاهب لامحال إلي النجاه لنفسه ولن يفكر فيك أحد وبالطبع حتماً لن تفكر في أحد ، فلاتحزن علي فقيد فالكل فقيد ولذلك علينا أن نعمل من أجله ..والله المستعان .